|
02-03-2020, 09:56 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
إن الباطل كان زهوقا....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . =================================== ======== { و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } الإسراء. بهذا السلطان المستمد من الله ، أعلن مجيء الحق بقوته و صدقه و ثباته ، و زهوق الباطل و اندحاره و جلاءه . فمن طبيعة الصدق أن يحيا و يثبت ، و من طبيعة الباطل أن يتوارى و يزهق . ======== إن الباطل كان زهوقا . حقيقة لدنية يقررها بصيغة التوكيد . و إن بدا للنظرة الأولى أن للباطل صولة و دولة . فالباطل ينتفخ و يتنفج و ينفش لأنه باطل لا يطمئن إلى حقيقة ، ومن ثم يحاول أن يموه على العين ، و أن يبدو عظيما كبيرا ضخما راسخا ، و لكنه هش سريع العطب كشعلة الهشيم ترتفع في الفضاء عاليا ثم تخبو سريعا و تستحيل إلى رماد .. بينما الجمرة الذاكية تدفئ و تنفع و تبقى ، و كالزبد يطفو على الماء و لكنه يذهب جفاء و يبقى الماء . ======== إن الباطل كان زهوقا . لأنه لا يحمل عناصر البقاء في ذاته ، إنما يستمد حياته الموقوتة من عوامل خارجية و أسناد غير طبيعية .. فإذا تخلخلت تلك العوامل ، و وهت هذه الأسناد تهاوى و انهار . فأما الحق فمن ذاته يستمد عناصر وجوده . و قد تقف ضده الأهواء و تقف ضده الظروف و يقف ضده السلطان و لكن ثباته و اطمئنانه يجعل له العقبى و يكفل له البقاء ، لأنه من عند الله الذي جعل " الحق " من أسمائه و هو الحي الباقي الذي لا يزول . ======== إن الباطل كان زهوقا . و من ورائه الشيطان ، و من ورائه السلطان . و لكن وعد الله أصدق ، و سلطان الله أقوى . و ما من مؤمن ذاق طعم الإيمان ، إلا وذاق معه حلاوة الوعد ، و صدق العهد . و من أوفى بعهده من الله ؟ و من أصدق من الله حديثا ؟ . |
|
|
|