01-19-2013, 01:27 PM | #1 |
|
قتل حبه
صورة من صور واقعنا بـ قلمي عنوانها :
قتلَ حبه !! عرفها و أحبها و سيطرت على كيانه و ملكت قلبه و مشاعره حين يُذكر اسمها يخفق قلبه ويشعر بغبطة لذيذة تسري في جسده و بسرور طفل سعيد لأنه يتنفس الهواء الذي تتنفسه و كأن العالم له ولها و ليس معهما بشر .. وحين ينام يغمض عينيه على صورتها لتنام معه .. لم يسمح لنفسه أن ترى غيرها بل كان يحاسب نفسه على نظرة غير مقصودة لامرأة أخرى و يصنف تلك النظرة ذنب لا يغتفر في حق من ملكت بصره و سمعه .. و مضت الأيام و هو يهيم بها حبا و حنانا إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تمنى أن يموت قبل ميلاد خيانتها فمن أحبها و أخلص لها .. قلبها يخفق لحب آخر و سلمت ذلك القلب لسارق تسلل في جنح الظلام و تمكن منها .. تحطمت أحلامه على أرض الواقع المرير و أصبح قلبه الكبير لا يتسع لهذه الخيانة.. ولم تتحمل ثقلها نفسه المجروحة و التي تنزف ألما وصوت العندليب يزيده شجنا و هو يغني جبااااااار .. بث همومه إلى أقرب صديق له و طلب منه الاستشارة فحاول أن يخفف عليه وطأة الصدمة و نصحه بأن ينساها و كأنها شيئا لم يكن فمثله لا يستحق مثلها أو يضيع وقته و عمره في التفكير فيها !! و حاول أن ينسى لكن كيف ؟ كيف ينسى جرح عميق في داخله جرح تفتحه الذكريات كل لحظة !! و ما زال رغم مرور سنوات و سنوات الجرح مفتوحا و السهم مغروسا و السم مدسوسا في ثنايا حياته !! حمل همه في قلبه وأغلق الجرح على علاته يتحسس ألمه وهو في زحمة عمله وفي أوج انشغاله وفي علاقاته مع الناس و مناسباته الاجتماعية .. و حين يسدل الليل ظلامه و يأوي إلى فراشه تعاوده الذكرى التي لم تفارقه فيرى صورتها في سراب خياله و يسمع صوتها في كل زوايا الماضي .. و يتنهد بعمق و يذكر الله و يقرأ المعوذتين و خواتيم سورة البقرة لعل شيطانها يذهب عنه و يتركه لينام ليستقبل صباحا حافل بزحمة العمل لعله ينسى تعب السنين و ينسى الألم !! و في ليلة باردة من ليالي الشتاء الطويلة جاء صوتها ممزوجا بمطر الشتاء ودنس الخيانة تطلب منه الصفح والغفران وترجوه أن يسمح لها بالرجوع إليه .. في لحظة واحدة امتزجت بمشاعر حب و كره و رفض و قبول ومطر و قحط و برد وحر جمع شتات نفسه التائهة منذ أن تركته ليقول بكل إصرار : لا !! ليس كل ما انكسر يسهل جبره و أقفل خط الهاتف و قلبه مازال مشغولا بها لكن كبرياء المحب وقف حائلا بينها و بينه فهو رجل أحب بإخلاص و دفع ثمن خيانتها بأن قتل حبه .. لكم كل الود |
|
|
|