07-16-2016, 09:29 AM | #1 | |
|
هكذا .....أسرتني
ادخل لمكتبي بعد جولة صباحية على مكاتب زميلاتي .. تعودت أن أقوم بها .. أبادلهم السلام والسؤال عن أحوالهم .. لأقوم بعدها بواجباتي الوظيفية .. استغرقت بها حتى أنستني تأخر حضور زميلة لي نتشارك أنا وهي غرفة المكتب .. أنظر لساعتي مستغربة تأخرها بهذا الشكل .! ولم أستطع مقاومة فضولي فلم نعتد منها هذا التأخير .. فأخرج للممر المؤدي لمكتباً يقابله غرفة للمستخدمة .. لأتفاجأ بوجود زميلتي بالعمل مستغرقة هناك بحديث يبدو إنه ممتع مع المستخدمة .. لأعود للداخل وأتفحص جيداً مكتبها لأجد أغراضها الشخصية موضوعة بترتيب خلف المكتب .. إذاً هي موجودة ! ولكني لم انتبه لمتعلقاتها الشخصية .. ليذهب فكري لشيء آخر أثار تسائلي .. هذة الزميلة قليلة كلام, خجلة نوعاً ما .. موظفة مجتهدة ملتزمة بواجباتها .. ولكن على الصعيد الإجتماعي هي قليلة الإختلاط بالناس .. نادر خروجها من المكتب إلا لضرورة .. ولكني لاحظت أن لها تقريباً أكثر من أسبوع دائمة التواجد بصحبة المستخدمة .. لا تستعجلوا بالحكم علي ! فأنا لا أستحقر المستخدمة, ولكنها ذات قدرات بسيطة .. وبالكاد تفك الخط, وتجد صعوبة لقراءة ورقة نطلب منها إحضارها .. وزميلتي ذات منصب ممتاز تحمل درجة الدكتوراة بإستحقاق .. والمعروف إنها من عائلة ذات صيت .. فكيف إجتمع القطبين .! لأرفع رأسي متفاجأة بدخول زميلتي أبادلها التحايا لتمضي كلاً منا إلى عملها .. وبدون أي مقدمات .! وجدت نفسي أقف أمامها يتملكني الشوق لمعرفة كيف وجدتا الإثنتين شيئاً ما مشترك ..! وبكل أريحية أطلقت سؤالي ... لتبتسم ابتسامتها الهادئة تنظر إلي .. وعلى حين غرة سألتني سؤال لم أتوقعه ..! كم يوماً احتجتِ لتعرفيني وتحكمين على شخصيتي وآرائي لتقررين كسر الرسمية معي لنتبادل الحديث معاً .؟! لاجاوبها: بأن هي من كان منغلق على نفسه .. ولم تبادر بالخطوة الأولى .. وخجلها وهدوئها أعاقنا .. فلم نبادر نحن أيضا بالخطوة الأولى .. حينها وقفت أمامي لتبدأ الحديث .! اتعلمين أنني كنت أنتظر منكم قبولي والتعاون معي للإندماج معكم بجو العمل .. وكنت أود منكم أحتوائي والتعامل معي بكل أريحية .. وليس الأنتظار بترقب ..! فالكل حكم علي من مظهري إنتي بنت عز وليس من السهل التعامل معي .. فوضعتوا الخطوط حولي .. ورسمتوا حدود بيني وبينكم .. أما هذه المستخدمة .! فأسرتني بإبتسامتها الدائمة لي .. وجدت بعينيها كل الترحيب بي كإنسانة بغض النظر عن ماهيتي .. لم تعاملني من باب مصلحة أو غرض أو تبادل أي شي .. تعاملت معي بصدر رحب مرحب .. أحسستني بالأمان, فكسرت جميع الحدود بيننا .. و أزالت كل الخطوط .. عاملتني كإنسان بسيط .. فقط كإنسان .! مجرد من كل منصب أو مال أو درجة علمية .. فتمتعت بصحبتها .. واستمتعت بحديثها الصادق الشيق .. والآن أنا أفخر إنها قبلت صداقتي لها .. ببساطة هي أسرتني بحسن معشرها .. لأقف أمام زميلتي صامتة وجلة .! فقد علمتني درس مهم .. نعم ماذا يريد بني آدم إلا المعاملة الصادقة الحسنة .! يريد شخص يأسره بمقابلته بوجه بشوش .. نعم أود أن يأسرني .. بكلمة طيبة .. موقف شهم .. معاملة كريمة .. طيب المعشر .. الكثير الكثير مما نستطيع أن نأسر أحباءنا به .. هذا كان حال زميلتي............ أما الآن ..؟! فهو دورك .. أخبرنا .. بما يأسرك من معاملة ..! اثروا موضوعي بأختياراتكم العذبة والصادقة .. طعموا صفحاتنا بما يأسرك من الخلق الطيب .. وكم أتمنى أن تأسروني بطلاتكم الشيقة كل حين .. وتكرار زياراتكم لهذا المكان .. لتطرزوا لنا هاهنا كل يوم خلقً طيب يأسركم |
|
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
فنجان،قهوة،مشروب،شاي،ذ |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هكذا هم الكبار | محمدبن عبدالعزيز | نفحات إسلامية | 6 | 06-18-2016 11:28 PM |
هكذا يفعل الحب | ام سامح | نفحات إسلامية | 14 | 03-23-2013 09:20 PM |
عفوا ...لا تفهمني خطأً... هكذا أنا | وسـام | نبضات عامة | 8 | 12-13-2011 11:10 AM |
هكذا علمتنى الحياة0 0 | ام سامح | نبضات عامة | 6 | 10-08-2009 09:35 PM |
~[.. هكذا نخ ـــــسر ..]~ | بقايا إنسانهـ.. | نبضات عامة | 6 | 06-29-2009 03:12 PM |