المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و شتان بين حياة و حياة ....


ناصح أمين
08-17-2020, 09:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .==================================

======== { و ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا و من يرد ثواب الدنيا نؤته منها و من يرد ثواب الآخرة نؤته منها و سنجزي الشاكرين } آل عمران .

إن لكل نفس كتابا مؤجلا إلى أجل مرسوم .

و لن تموت نفس حتى تستوفي هذا الأجل المرسوم .

فالخوف و الهلع ، و الحرص و التخلف ، لا تطيل أجلا .

و الشجاعة و الثبات و الإقدام و الوفاء لا تقصر عمرا.

فلا كان الجبن ، و لا نامت أعين الجبناء ، و الأجل المكتوب لا ينقص منه يوم و لا يزيد .



======== بذلك تستقر حقيقة الأجل في النفس فتترك الانشغال به ، و لا تجعله في الحساب ، و هي تفكر في الأداء و الوفاء بالالتزامات و التكاليف الإيمانية .

و بذلك تنطلق من عقال الشح و الحرص ، كما ترتفع على وهلة الخوف و الفزع .

و بذلك تستقيم على الطريق بكل تكاليفه و بكل التزاماته ، في صبر وطمأنينة ، و توكل على الله الذي يملك الآجال وحده .



======== فإنه إذا كان العمر مكتوبا و الأجل مرسوما .. فلتنظر نفس ما قدمت لغد ، و لتنظر نفس ماذا تريد ؟ ..

أتريد أن تقعد عن تكاليف الإيمان ، و أن تحصر همها كله في هذه الأرض ، و أن تعيش لهذه الدنيا وحدها ؟

أم تريد أن تتطلع إلى أفق أعلى ، و إلى اهتمامات أرفع ، و إلى حياة أكبر من هذه الحياة ؟ .. مع تساوي هذا الهم و ذاك فيما يختص بالعمر و الحياة ؟ .



======== و شتان بين حياة و حياة ! و شتان بين اهتمام و اهتمام !

و الذي يعيش لهذه الأرض وحدها ، و يريد ثواب الدنيا وحدها .. إنما يحيا حياة الديدان و الدواب و الأنعام ..

ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب .

و الذي يتطلع إلى الأفق الآخر ، إنما يحيا حياة " الإنسان " الذي كرمه الله و استخلفه و أفرده بهذا المكان ثم يموت في موعده .

" و سنجزي الشاكرين "

الذين يدركون نعمة التكريم الإلهي للإنسان ، فيرتفعون عن مدارج الحيوان ، و يشكرون الله على تلك النعمة ، فينهضون بتبعات الإيمان .