المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تقنطوا من رحمة الله ...


ناصح أمين
09-05-2021, 10:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .==================================

======== { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله . إن الله يغفر الذنوب جميعا . إنه هو الغفور الرحيم } الزمر .

إنها الرحمة الواسعة التي تسع كل معصية . كائنة ما كانت .

و إنها الدعوة للأوبة .

دعوة العصاة المسرفين الشاردين المبعدين في تيه الضلال .

دعوتهم إلى الأمل و الرجاء و الثقة بعفو الله ، إن الله رحيم بعباده ، و هو يعلم ضعفهم و عجزهم .

و يعلم العوامل المسلطة عليهم من داخل كيانهم و من خارجه ، و يعلم أن الشيطان يقعد لهم كل مرصد ، و يأخذ عليهم كل طريق ، و يجلب عليهم بخيله و رجله .

و انه جاد كل الجد في عمله الخبيث .

و يعلم أن بناء هذا المخلوق الإنساني بناء واه ، و انه مسكين سرعان ما يسقط إذا أفلت من يده الحبل الذي يربطه و العروة التي تشده .

و أن ما ركب في كيانه من وظائف و من ميول و شهوات سرعان ما ينحرف عن التوازن فيشط به هنا أو هناك ، و يوقعه في المعصية و هو ضعيف عن الاحتفاظ بالتوازن السليم .



======== يعلم الله – سبحانه – عن هذا المخلوق كل هذا فيمد له في العون ، و يوسع له في الرحمة ، و لا يأخذه بمعصيته حتى يهيئ له جميع الوسائل ليصلح خطأه و يقيم خطاه على الصراط

و بعد أن يلج في المعصية ، و يسرف في الذنب ، و يحسب أنه قد طرد و انتهى أمره

في هذه اللحظة لحظة اليأس و القنوط يسمع ذلك النداء نداء الرحمة الندي اللطيف .

الإنابة . الإسلام .

و العودة إلى أفياء الطاعة و الظلال و الاستسلام ..

هذا هو كل شيء .

بلا طقوس و لا مراسيم و لا حواجز و لا وسطاء و لا شفعاء .