![]() |
ما زالَ حائراً بيْنَ الوقوفِ عَلي مَقربةٍ من الحَقيقةِ المُزيفةِ الْتي لا يصدقُها أحدٌ أو الكذبِ الحقيقي الذي يصدقُهُ الجميعُ.المشهدُ الذي اعتاده أهلُ المنزلِ وباب غرفتِه المُغلقِ عليه دائماً،وعلي الرَغمِ من ذلكَ كانت تسترقُ النظرَ من ثُقبِ المفتاحِ الموجودِ بالبابِ ،كانَ جالساً كعادتِه علي الكُرسي المقابلِ لمكتبِه يكتبُ رسائلَه الروحانيةَ إلي المجهولِ و التي يعتبرُها كلُ من حولِه مُجرد هُراءات علي ورقٍ، وإنهاكاً لعقلِه وفكرِه بيْنما يري هو أنه وباء أصابُه منذ صغرِه أنْ يُدونَ أسرارَ عالمِه السِّحري وأن يكتبَ رسائلاً إلي نفسِه.ينهضُ من كرسيه وتسكنُ وجهَه ملامحَ أزمةٍ أو كارثةٍ ليسَ لها حل ،فهذا الوباء لا دواء له .ثُم يلصقُ رأسَه بالحائطِ وعيناه ساكنتان لا تتحركان،وهي لا تدري إلي أيْنَ ينظرُ إلي الأعلي أوالأسفل أو في داخله.كان المطرُ يَنهمرُ في الخارجِ وصوتُ قطراتِ المطرِ تتساقطُ بحذرٍ، فَيقطعُه صوتُ اصطدامِ رأسِه المَأزومةِ بالحائِطِ وعلي وجهِه علامات حُزنٍ شديدٍ لاحدود له.يجلسُ علي الأريكةِ المجاورةِ لمكتبِه الذي تناثرتْ عليه الأوراقُ،أوْراقُ دفاترِه التي مزقُها الجُنونُ وكأنها أوراقُ أشجارٍ سَقطت في فَصلِ الْخَريفِ ... تطلعت عيناه في ثِقَل إلي سَطحِ المكتبِ المُزدحمِ و مشي إلي مرآتِه التي أضحَت مُهشَمةً علي الأرضِ وأمسَّكَ بأكبر قطعةٍ ونظرَ إلي نفسِه،لا شئ تغير سوي ظهور بعض الكدماتِ علي وجهِه وكأنه وجه شخصٍ قد أفرغَ لتوه مشاجرةً، نظرَ حوله فلم يجد أحداً سوي نفسه وعندما اكتشف ذلك انهمرت دموعه وانسالت علي خديه وبكي كما لم يبكِ أحدٌ من قبل وكأنه فارسٌ وحيدٌ في معركةٍ مِنْ أجلِ الجَميعِ ... مُنذ أيامٍ و هو يهذي بعبارات لا معني لها ولا جدوي منها،هولا يعرفُ كيفَ يظل شعاعُ الضوْءِ الذي ينيرُ بين العبقريةِ وظُلمةِ الجُنونِ مضيئاً،ولذلكَ خير ما فعلتْهُ أنها قررت أنْ َتُدقَ بابَ الطبيبِ النفسي لأجلِه.
|
اقتباس:
أبشرك لم يكن مقالك على الريحة ..بل وفقت كثيراً في صياغته ونسجه .. فلك كل الشكر على المشاركة .. ولا زلنا ننتظر المزيد .. |
اقتباس:
مشاركة قيمة وممتعة .. أشكرك على تواجدك الأول .. وأرجو أن تتواجدي معنا دائما ... |
اقتباس:
الشكر لك زارع |
اقتباس:
حارسة / رغم أن حروفك يسكنها الحزن إلا إننا سعداء بمشاركاتك |
اقتباس:
شُكراً لكِ أختي / نفسي عزيزة. إن شاءَ اللهُ ليسَت بالمُشاركة الأخيرة. |
رحلة فرسانية
لم أتردد لحظة واحدة للموافقة حين عرض عليّ أحد الزمـــــلاء - في ليلة سابقة - فكرة مشاركته مع بعض الأصدقاء والزمــلاء القيام برحلة إلى فرسان يوم الخميس .. وما بين إعداد الخطة وتوزيع الأدوار وتجهيز الأمتعة ، ثم التجمع في الميناء بعد الظهيرة فركوب العبارة - ما بين هذا وذاك وجدنا أنفسنا في لقاء ممتع وجمعة مسلية تخللتها بعض المقالب الخفيفة الممزوجة بالتعليقات والنكات الظريفة التي التقطناها بعدسات الجوالات ، وعلى هذا الحال مضى بنا الوقت سريعاً على عزف أمواج البحر ، لنصل إلى الطرف الآخر وقت صلاة العصر .. عبرنا البحر في أربع سيارات ، هدفنا الأول صيد السمك في عرض البحر ، وقضاء أمسية بعد ذلك على جزيرة منعزلة .. وبعد توقف للصلاة وآخر لتناول الغداء المتأخر انطلقنا نحو الهدف المنشود ، فالكل متشوق لممارسة الصيد ، وخوض تلك المغامرة الصغيرة .. عددنا الثلاثة عشر احتاج لفالوكتين .. ركبناها قبل الغروب ، إذ الشمس تمد يداً مصافحة الأفق ، فخوت بنا الفالوكتان مسرعتين تشق أمواج البحر تكاد – من سرعتها – يقتلعنا الهواء من فوق المقاعد ، لقد خطف قبعتي السوداء وطارت تحلق في السماء كالغراب ههههه . ورغم الهواء البارد القوي الذي يصفع وجوهنا ويعبث بملابسنا لم يزدنا ذلك إلا نشوة ومتعة .. مضى قرابة نصف ساعة .. وإذا بالفالوكتين تتوقفان ، وبدأ كحل المساء يغطي جفون البحر من كل الجهات ، وأوائل الظلام أخذ يخيم علينا ، وما بين بحر يترجرج من تحتنا وسماء صافية مرصعة بالنجوم من فوقنا بدأنا برمي سنارات الصيد على ضوء خافت في المركبين وكلٌ وحظه وخبرته ، وبعد ثلاث ساعات تقريباً تسرب الملل للأكثرية الذين طالبوا بالتوجه للجزيرة حيث نكمل السهرة . انطلقنا إلى تلك الجزيرة ، إحدى جزر فرسان بعيدة عن العمران ، جزيرة هادئة مظلمة شواطئها رملية بيضاء والموج الساكن يلامسها - من حين لآخر- برقة وحنان. كان كل شيء حولنا يدفع إلى التأمل ويثير المشاعر . فالموج الهادئ والرمل الناعم الرطب وما بعده من تلال صخرية تضفي على المكان منظراً ساحراً في رهبة طبيعية خلابة . والظلام الدامس ساعد على رؤية الأشياء من حولنا بصورة حالمة خيالية مثيرة ، والسماء كأنها بساط أزرق نُثر عليه ملايين من حبات اللؤلؤ ، فالنجوم بأحجامها المختلفة وتشكيلاتها الكونية المتعددة ظهرت بوضوح تام ، وكأن هذه السماء ليست السماء التي نعرفها في المدن العامرة بالضوضاء والضياء والأنوار الساطعة التي تخفي ملامح ذلك الجمال الكوني الساحر. إنها الليلة الثامنة عشرة ، حيث يظهر القمر متأخراً ناقصاً بعضاً من حجمه وضوئه ، وقد أطل علينا ناعس الطرف بضوءٍ خافت في البداية ، ثم أكثر إشراقاً بعد أن علا درجات في السماء ليضفي على الأمكنة من حولنا مسحة جمالية أخرى وأكثر شاعرية . تناولنا العشاء على ضوء القمر وكشافات الجوالات ، ثم أكملنا السمر وشرب الشاي ما تبقى من الوقت ... بعد منتصف الليل ، بلغ منا التعب والإرهاق مبلغه .. فعدنا كما جئنا لا فرق غير أن الهواء صار أبرد من ذي قبل ، وفي فرسان ( المدينة ) كنتُ وبعض الزملاء نظن أنه قد تم استئجار السكن مسبقاً ، وكانت المفاجأة أننا لم نستأجر بعد . المدينة صغيرة ، والفنادق وشقق الإجار محدودة جداً ، والوقت متأخر ، كانت كلها مستأجرة ، لم يكن أمامنا إلا الأرصفة والمساحات الرملية قرب البحر . كنتُ منزعاً مع اثنين من المجموعة ، أما الأغلبية فلم يروا بأساً في الأمر ، وقالوا ذلك أمتع ...ويا للعجب فالبعض استلقوا على الرصيف وناموا بالفعل ، والبعض الآخر أكملوا السهرة بالتعليقات الظريفة والطقطقة علينا – نحن المنزعجين من هذا الوضع – أطلقوا علينا ( المرفهين ) .. افترشتُ الرمل هرباً من خشونة الرصيف ، وغفوتُ قليلاً ، ... وأذن للفجر ..وبعد الصلاة .. توجهنا إلى أحد الشواطئ - وفرسان كلهاشواطئ - .. هناك ومع شروق الشمس الساحر افترشنا مرتفعا صغيراً عن البحر ، وتم إعداد القهوة والشاي و الفطور على الجمر ...ورغم السهر والتعب في الليلة الماضية ، شعرنا بمتعة تلك الجلسة الصباحية ، وكأن الأنس وتلك الجمعة الطيبة والوناسة قد محت كل المتاعب السابقة .. أسفل المرتفع الذي كانت عليه الجلسة مساحة كافية من الرمل الذي انحسر عنه البحر ، إنه باقٍ على طبيعته ونظافته ، وحواف البحر القريبة صافية نقية تغري بالسباحة فيها .. وأمواج البحر بحركة المد قد تركت كهوفاً في أطراف المرتفع وجنباته ، ونحتت أشكالاً جميلة تستوقف المتأمل وتشعره بالمتعة . وقتا ممتعاً قضيناه بين لعب كورة القدم والسباحة في البحر ... وبعد العاشرة صباحاً عدنا لداخل المدينة ، وحضرنا مبكرين صلاة الجمعة .. وبعد الصلاة .. وبين زخات المطر الهادئ توجهنا نحو الميناء استعدادًا لركوب العبارة والعودة.. عدنا ... وماذا بعد ؟!.. قرابة الثلاثين ساعة قضينها منذ خرجنا من بيوتنا حتى عدنا إليها . لقد احتجت للتوقف عن هذا كله ، واشتقتُ لسرير النوم ، أذكر أنني تصفحتُ جوالي فرأيتُ تفاصيل الرحلة كلها ، ثم سبحتُ في نوم عميق . مجرد لحظات عشنها .. هذي كل الحكاية .. زارع الورد .. |
حكاية جميلة و وصف أجمل أنا عن نفسي عشت مع صورها الحالمة و في كل موقف أتذكر شيئا يربطني بتلك الأحداث و تلك المشاعر التي تتملكنا و نحن صغار في رحلة عائلية إلى البر و البحر و نستمتع بملامسة الموج للشاطىء في الصباح و الكهوف التي يبنيها مد البحر ثم يجرفها الموج و اطلالة القمر الغير مكتمل في المساء و روعة السماء و النجوم التي تكاد تكون قريبة منا فنمد أيدينا و نتصور بأننا نلامسها في شعور داخلي بالسعادة و تحقق الآمال . زارع / استمتعت معكم بالرحلة (: |
اقتباس:
وأدام عليكم السعادة شكراً على مرورك الكريم .. |
ماشاء الله عليكم
|
عسى ماشر
وين المقالات ..؟! |
اقتباس:
شوفي الصفحات السابقة .. وننتظر مشاركتك ... يا هلا فيك .. |
اقتباس:
|
اقتباس:
من كتاباتك ، أو منقولك واختيارك ... أحيانا تمر علينا أوقات ننشغل فيها بصراحة ... هذي مشكلة .. ندخل للتصفح السريع فقط .. |
في رحاب الشتاء
مع رحيل فصل الخريف الذي اصفرت فيه أوراق الأشجار، وأصبحت الأرض عطشى، فلا بدّ من قدوم فصل الشتاء الذي ينهمر فيه ماء المطر بين خفة وغزارة لتطرق فيه حبات المطر زجاج النوافذ وترسم البسمة على تلك الوجوه الشاحبة التي انتظرت فصل المطر بفارغ الصبر، حتى ترتوي فيه الكائنات الحيّة، وتسقي الأراضي التي فرشها المزارعون لمياه مطر الخير. مع بدء فصل الشتاء الرائع لا بدّ من هبوب الرياح القوية التي تسقط معها الأوراق الصفراء عن الأشجار، وتبدأ فيه الحرارة بالهبوط استئذاناً للغيوم القادمة المحملة بالخير الذي سيعمّ الأرض، وتلامس الحرارة الباردة أجساد البشر التي تهرب للدفء بارتداء الملابس الصوفيّة وتشغيل المدافئ حتى يعمّ الدفء في المنزل وخصوصاً في فترات الليل الطويلة، حيث إنّ فصل الشتاء يتميز بالنهار القصير والليل الطويل. مع هطول المطر تنغمر الشوارع والمساكن بالماء، وتهاجر فيه الطيور إلى مكان دافئ تقضي فيه فصل الشتاء بعيداً عن الرياح الشديدة والحرارة الباردة والثلوج المتساقطة التي ستتراكم بين فترة وفترة، فهو فصل سبات للكثير من الكائنات الحية التي تقضي شتاءها بالاختباء والنوم. في فصل الشتاء يحل الزائر الأبيض وهو الثلج، فهناك من يفرح بقدومه وهناك من لا يرحب به، فمع تساقط الثلوج تتهافت العيون لرؤيتها لترتسم فرحة وبهجة على الصغار قبل الكبار، فعندما تتراكم الثلوج تفترش الأرض بحلة بيضاء تسرّ الناظرين تماماً كالعروس التي تلبس فستان الزفاف الأبيض، فالجبال، والسهول، والمنازل، والأشجار تكسوها الثلوج، فيخرج الناس للمرح بالثلج من الأطفال والكبار الذين يرتدون القفازات، والقبعات، والملابس الصوفيّة حتى لا يشعروا بالبرد أثناء اللعب بحبات الثلج، ومن أكثر اللحظات الجميلة في الثلج هو قذف الكرات الثلجية والجري والاختباء سريعاً خلف المركبات والمنازل خوفاً من الكرات القوية، والبعض يحضر المزلجة للتزلج على الثلوج، أما البعض الآخر فيفضل التقاط الصور التذكارية والنظر إلى الثلج. هناك فئة قابعة في المنازل لا ترحب بالثلج؛ لأنّه يغلق الطرقات، ويعيق حركة المرور، ويجعل الطريق صعباً في الخروج للحصول على المؤن أو الذهاب إلى المستشفيات، مما تصبح مناطقهم معزولة، أو تتعرض مناطقهم لانقطاع الكهرباء والغاز، ليبدو ذلك قاسياً لهم وتتجلى قلوبهم عندما يذوب الثلج ويرحل. إنّ بعض أجهزة الجهات الرسميّة في الدولة تتهيأ لمواجهة أخطار السيول والثلوج وتقديم الخدمات للمواطنين، والبعض منها يترقب الموسم المطري وهطوله لتمتلئ السدود بمخزون مياه وفير لمواجهة فصل الصيف الجاف الذي يزداد فيه الطلب على الماء، ففصل الشتاء هو فصل الخير والعطاء فلا بدّ من فصل يروي العطش ويبعث الأمل والبهجة. منقول ... |
القلم ترجمان الإنسان الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد جرت الأقلام من قديم الزمان على أسطح الورقات، تريق في دربها حبرًا أسود، لتعبِّر بالبيان الساحر عن خوالج النفس البشرية وإرهاصاتها، ومن ذلك كان الأدباء والخطباء والشعراء، وكان أيضًا النَّظْم الشعري والنظم النثري. لم يكن الأدب مجرد كلمات على ورق، أو أصوات في الأفواه، بل كان وسيلة الإعلام للدولة والناطق الرسمي عن الشعب فيها، وتغيَّرت مُتطلبات الحياة واقتصر جهده على الترويج بقراءته، وبترديد ما يحمل من حكم إذا تقاطعَت مع مناسبة تَستحضِر معانيها. إن القدرة على التعبير لَنعمةٌ لا تَعدِلها نعمة، وهي كفيلة بأن ترسم في قالب الألفاظ لوحات حرفية لكل محسوس وملموس وما وراء ذلك، كما لها القدرة الخارقة في الغوص في جواهر الأمور غوصًا يفتِّش عن أعماق الخبايا، ووضعها في قالب وصفي يأخذ بالألباب، فلا تقرأ ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4]، دون أن تتدبَّر في البيان الذي علَّمه الله عبده، ماهيته ودوره، أساليبه ووسائله. فاللغة التي هي المادة الخام لهذا البيان، تعتبر العجينة السحرية التي يستعملها الساحر لكي يبهر المتلقي، فلا يحسن به إلا أن تكون فصيحة سلسلة، جيدة السبك، مُتماسكة البنيان، بعيدة عن التكلف والغرابة، وعن التشدق والهرطقة. أما الفكر، فهو الشرارة التي تُفجِّر المعنى فتكسيه ثوبًا حريريًّا للكلام، فيكون أملس على قدر اتِّقادها ووهَجها، وجدتها والإبداع الذي يَحتويها، فالأفكار ليست إلا معاني بكْماء تحتاج إلى لغة تعبر عنها لتخرج لنا في الأخير منتوجًا نهائيًّا هو البيان الذي نتكلم عنه. فالكُتَّاب - على اختلاف مشاربهم - يتفاوَتون من هاذين البابين الواسعين؛ باب اللغة، وباب الأفكار، ولا يكون الكاتب كاتبًا مرموقًا في الوسط الأدبي إلا إذا أمسك بناصيتيهما؛ وإن كنَّا نفرق بين علم الآلة في باب اللغة الذي ينال بالسهر والتنقيب والتمرين، وبين باب الأفكار الذي هو وحي أكثر من كونه حصيلة درس يتأتَّى بالتعلم. وليس أصعب من أن يقف الكاتب عاجزًا عن الإتيان بتعبير عمَّا يدور في خالجته من سراب المعنى الذي يَحيك في صدره، ويحزُّ في نفسه، بل قد يجد في حلقه منه كالغصَّة، أو كغرغرة الموت، فيكبحه العجز، ويزلزله الفشل من تحت قدميه ومن فوق رأسه، وكفى بها مصيبة، ولعلَّ اللغة العربية امتازت بخصلة لم تتعدَّ إلى لغةٍ غيرها؛ أنَّ قاموس مفرداتها الغني بالمعاني في كل تفصيل من تفاصيل الحياة الإنسانية، جعلها تتصدر بلا منازع دكة التتويج بين جميع ضرائرها وخصومها من اللغات الأخرى. فما دامت ساحة اللفظ فسيحة واسعة مد البصر، فلازم أن تكون هنالك ساحات للنظم أوسع وأفسح؛ إذ النظم هو أساليب كعقد اللؤلؤ، مكون من لآلئ لكل منها بريقها، فإذا اجتمعت وحدت ذلك البريق، فتضاعف سطوعه حد الانبهار. لذا لا تتعجب إذا رأيت كاتبًا أو شاعرًا يُكلِّم قلمه، أو يحزن لهجره، فترميه بالجنون لهذا؛ فالأقلام يراها الكتَّاب والشعراء ترجمان الإنسان، ولسان حالهم، وكاتب وحيهم، وجليسًا لا يُملُّ، وصديقًا منافحًا لا يكل. منقول |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك بالأعلى مقال أثار إعجابي عند بحثي السريع عن مقال وصفي ارفقته هاهنا مع أمل أن ينال أستحسانكم وللحق أنا بإنتظار الأخ زارع الورد ليقيمه ويعيد تصنيفه إن كان لا يستحق بنظره أن يقال عنه مقال وصفي شكراً وأكثر |
أختي الفاضلة / مجبورة .. أسعدني مشاركتك القيمة .. وتواجدك - بحد ذاته - مكسب كبير للموضوع . وبالنسبة لتقييم أي موضوع فليس من أهداف الموضوع .. أرحب بأي مشاركة منقولة أو مكتوبة .. وإن كانت المكتوبة بأسلوب صاحبها أفضل وأجمل .. والمقال الوصفي واضح في تعريفه وخصائصه في أول صفحة .. ورغم أنني صاحب الموضوع لم أكتب بأسلوبي إلا ثلاثة مواضيع في هذه الصفحات : لحظة غروب http://www.a3zz.net/showthread.php?t=5514 __________________________________________________ __ كبتشينو على النيل http://www.a3zz.net/showthread.php?t=5514&page=5 __________________________________________________ _______ رحلة فرسانية http://www.a3zz.net/showthread.php?t=5514&page=9 _______________________________________________ ونقلت لكتاب آخرين في هذه الصفحات : أبها .. بحيرة وامرأة ..الكاتبة / هدى الدغفق http://www.a3zz.net/showthread.php?t=5514&page=7 __________________________________________________ _________ لو أبصرت ثلاثة أيام ....لهيلين كرر.. http://www.a3zz.net/showthread.php?t=5514&page=8 __________________________________________________ __________ في رحاب الشتاء .. http://www.a3zz.net/showthread.php?t=5514&page=10 __________________________________________________ ________ وشارك الكثير من الأعضاء بمشاركات مختلفة ، وكلها تتفاوت قرباً أو بعداً ، جودة وأسلوباً من المقال الوصفي على صورته الصحيحة .. والقادم أجمل وأفضل إن شاء الله .. أقدر لك أختي الكريمة / مجبورة تواجدك العطر ويا هلا فيك .. |
مقاطع مختاره من مقال
في الربيع الأزرق .. خواطر مرسله ... للكاتب العملاق / مصطفى صادق الرافعي من كتابه / وحي القلم .. ما أجمل الأرض على حاشية الأزرقين: البحر والسماء؛ يكاد الجالس هنا يظن نفسه مرسومًا في صورة إلهية. نظرتُ إلى هذا البحر العظيم بعينَيْ طفل يتخيل أن البحر قد مُلِئَ بالأمس، وأن السماء كانت إناء له، فانكفأ الإناء فاندفق البحر، وتسرحت مع هذا الخيال الطفلي الصغير فكأنما نالني رشاش من الإناء. إننا لن ندرك روعة الجمال في الطبيعة إلا إذا كانت النفس قريبة من طفولتها، ومرح الطفولة، ولعبها، وهذيانها. تبدو لك السماء على البحر أعظم مما هي، كما لو كنتَ تنظر إليها من سماء أخرى لا من الأرض. إذا أنا سافرت فجئت إلى البحر، أو نزلت بالصحراء، أو حللت بالجبل، شعرت أول وهلة من دهشة السرور بما كنت أشعر بمثله لو أن الجبل أو الصحراء أو البحر قد سافرتْ هي وجاءت إليّ. في جمال النفس يكون كل شيء جميلًا، إذ تلقي النفس عليه من ألوانها, فتنقلب الدار الصغيرة قصرًا لأنها في سعة النفس لا في مساحتها هي، وتعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على الظمأ، ويظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين في السموات، ويبدو الفجر بألوانه وأنواره ونسماته كأنه جنة سابحة في الهواء. ............................ إذا كنتَ في أيام الطبيعة فاجعل فكرك خاليًا وفرِّغه للنبت والشجر، والحجر والمَدَر، والطير والحيوان، والزهر والعشب، والماء والسماء، ونور النهار وظلام الليل، حينئذ يفتح العالم بابه ويقول: ادخل. لطف الجمال صورة أخرى من عظمة الجمال؛ عرفتُ ذلك حينما أبصرت قطرة من الماء تلمع في غصن، فخيل إليّ أن لها عظمة البحر لو صَغُر فعُلّق على ورقة. في لحظة من لحظات الجسد الروحانية حين يفور شِعر الجمال في الدم، أطلتُ النظر إلى وردة في غصنها زاهية عطرة، متأنقة، متأنثة؛ فكدت أقول لها: أنت أيتها المرأة، أنت يا فلانة. أليس عجيبًا أن كل إنسان يرى في الأرض بعض الأمكنة كأنها أمكنة للروح خاصة؛ فهل يدل هذا على شيء إلا أن خيال الجنة منذ آدم وحواء، لا يزال يعمل في النفس الإنسانية؟ ........................... هذه هي الطريقة التي تصنع بها السعادة أحيانًا، وهي طريقة لا يقدر عليها أحد في الدنيا كصغار الأطفال. |
الساعة الآن 04:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.