![]() |
فمن كان الله معه .
فلا شيء إذن ضده . و مهما يكن ضده من شيء فهو هباء لا وجود – في الحقيقة - له و لا أثر . و من كان الله معه فلن يضل طريقه ، فإن معية الله – سبحانه – تهديه كما أنها تكفيه . و من كان الله معه فلن يقلق و لن يشقى ، فإن قربه من الله يطمئنه و يسعده . و على الجملة فمن كان الله معه فقد ضمن ، و قد وصل .. و ما له زيادة يستزيدها على هذا المقام الكريم . |
فالعداء بين الدنيا و الآخرة ..
و الافتراق بين طريق الدنيا و طريق الآخرة .. ليس هو الحقيقة النهائية التي لا تقبل التبديل ، بل إنها ليست من طبيعة هذه الحياة أصلا . إنما هي عارض ناشئ من انحراف طارئ . إن الأصل أن يكون الطريق إلى صلاح الآخرة هو ذاته الطريق إلى صلاح الدنيا . |
الإيمان بالغيب نقلة في حياة الإنسان ضخمة ، لأن خروجه من دائرة المحسوس الضيقة إلى إدراك أن هناك غيبا مجهولا يمكن وجوده و يمكن تصوره هو – بلا شك – نقلة من دائرة الحس الحيواني إلى مجال الإدراك الإنساني .
و أن إغلاق هذا المجال دون الإدراك الإنساني نكسة به إلى الوراء ، و هو ما تحاوله المذاهب المادية الحسية ، و تدعوه " تقدمية " |
. و الذين يتذكرون لهم دار السلام عند ربهم ..
دار الطمأنينة و الأمان .. مضمونة عند ريهم لا تضيع .. و هو وليهم و ناصرهم و راعيهم و كافلهم .. ذلك بما كانوا يعملون . |
و كم من كلمات براقة ..
و كم من مذاهب و نظريات .. و كم من تصورات مزوقة .. و كم من أوضاع حشدت لها كل قوى التزيين و التمكين .. و لكنها تتذواب أمام كلمة من الله ، فيه من سلطانه – سبحانه – سلطان . |
و الإيمان بالله قوة دافعة دافقة .
تجمع جوانب الكينونة البشرية كلها ، و تتجه بها إلى وجهة واحدة .. و تطلقها تستمد من قوة الله ، و تعمل لتحقيق مشيئته في خلافة الأرض و عمارتها ، و في دفع الفساد و الفتنة عنها ، و في ترقية الحياة و نمائها .. و هذه كذلك من مؤهلات النجاح في الحياة الواقعية . |
و ليست الحياة لهوا و لعبا ..
و ليست الحياة أكلا كما تأكل الأنعام و متاعا .. و ليست الحياة سلامة ذليلة ، و راحة بليدة و رضى بالسلم الرخيصة .. إنما الحياة هي كفاح في سبيل الحق ، و جهاد في سبيل الخير ، و انتصار لإعلاء كلمة الله ، أو استشهاد كذلك في سبيل الله . ثم الجنة و الرضوان . |
الاستقامة :
الاعتدال و المضي على النهج دون انحراف . و هو في حاجة إلى اليقظة الدائمة ، و التدبر الدائم ، و التحري الدائم لحدود الطريق .. و ضبط الانفعالات البشرية التي تميل الاتجاه قليلا أو كثيرا . و من ثم فهي شغل دائم في كل حركة من حركات الحياة . |
القلب الندي بالإيمان ، المتصل بالرحمن ، فلا ييأس و لا يقنط مهما أحاطت به الشدائد ، و مهما ادلهمت حوله الخطوب ، و مهما غام الجو و تلبد ، و غاب وجه الأمل في ظلام الحاضر و ثقل هذا الواقع الظاهر ..
فإن رحمة الله قريب من قلوب المؤمنين المهتدين . و قدرة الله تنشىء الأسباب كما تنشىء النتائج ، و تغير الواقع كما تغير الموعود . |
إن الحياة للأرض حياة تليق بالديدان و الزواحف و الحشرات و الهوام و الوحوش و الأنعام .
فأما الحياة للآخرة فهي الحياة اللائقة بالإنسان الكريم على الله الذي خلقه فسواه ، و أودع روحه ذلك السر الذي ينزع به إلى السماء و إن استقرت على الأرض قدماه . |
الساعة الآن 09:38 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.