![]() |
و هل أسوأ من الانسلاخ و التعري من الهدى ؟ .
و هل أسوأ من اللصوق بالأرض و اتباع الهوى ؟ و هل يظلم إنسان نفسه كما يظلمها من يصنع بها هكذا ؟ من يعريها من الغطاء الواقي و الدرع الحامي .. و يدعها غرضا للشيطان يلزمها و يركبها ، و يهبط بها إلى عالم الحيوان اللاصق بالأرض ، الحائر القلق ، اللاهث لهاث الكلب أبدا . |
إن مس الشيطان عمى ..
و إن تذكر الله إبصار .. إن مس الشيطان ظلمة .. و إن الاتجاه إلى الله نور .. إن مس الشيطان تجلوه التقوى ، فما للشيطان على المتقين من سلطان . |
إن العبادة تعبير عن العقيدة .
فإذا لم تصح العقيدة لم تصح العبادة .. و أداء الشعائر و عمارة المساجد ليست بشيء ما لم تعمر القلوب بالاعتقاد الإيماني الصحيح ، و بالعمل الواقع الصريح ، و بالتجرد لله في العمل و العادة سواء . |
ما أجمل أن تعطي و أنت تعلم أن المقابل ليس من الناس ..
بل من رب الناس . |
إن الإيمان الجاد المتمثل في العمل الصالح هو الذي يعصم النفس البشرية من اليأس الكافر في الشدة ، كما يعصمها من البطر الفاجر في الرخاء .
و هو الذي يقيم القلب البشري على سواء في البأساء و النعماء و يربطه بالله في حاليه .. فلا يتهاوى و يتهافت تحت مطارق البأساء .. و لا يتنفج و يتعالى عندما تغمره النعماء . و كلا حالي المؤمن خير . و ليس ذلك إلا للمؤمن كما يقول رسول الله – صلى الله عليه و سلم - |
اتباع الهوى هو الذي ينشئ التكذيب بالساعة .
فالفطرة السليمة تؤمن من نفسها بأن الحياة الدنيا لا تبلغ فيها الإنسانية كمالها ، و لا يتم فيها العدل تمامه .. و أنه لا بد من حياة أخرى يتحقق فيها الكمال المقدر للإنسان ، و العدل المطلق في الجزاء على الأعمال . |
و لقد أسرف من أعرض عن ذكر الله .
أسرف فألقى بالهدى من بين يديه و هو أنفس ثراء و ذخر . و أسرف في إنفاق بصره في غير ما خلق له فلم يبصر من آيات الله شيئا . فلا جرم يعيش معيشة ضنكا ، و يحشر يوم القيامة أعمى . |
ألا إنه لا سبيل إلى احتمال البلاء إلا بالرجاء في نصر الله .
و لا سبيل إلى الفرج إلا بالتوجه إلى الله . و لا سبيل إلى الاستعلاء على الضر ، و الكفاح للخلاص إلا بالاستعانة بالله . |
إن الإيمان بالله كسب .
كسب في ذاته . و الأجر عليه بعد ذلك فضل من الله . إنه طمأنينة في القلب و استقامة على الطريق ، و ثبات على الأحداث ، و ثقة بالسند ، و اطمئنان للحمى ، و يقين بالعاقبة . و إن هذا في ذاته لهو الكسب . |
و من هدي فقد أفلح ، فهو سائر على النور ، واصل إلى الغاية ناج من الضلال في الدنيا ، و من عواقب الضلال في الآخرة ..
و هو مطمئن في رحلته على هذا الكوكب تتناسق خطاه مع دورة الأفلاك و نواميس الوجود .. فيحس بالأنس و الراحة و التجاوب مع كل كائن في الوجود . |
الساعة الآن 09:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.