و اليقين هو الحالة المهيئة للقلوب كي تحس ، و كي تتأثر ، و كي تنيب ..
اليقين الذي يدع القلوب تقر و تثبت و تطمئن ، و تتلقى حقائق الكون في هدوء و يسر و ثقة ، و في راحة من القلق و الحيرة و الزعزعة .. فتصوغ من أقل ما تحصل أكبر النتائج و أعظم الآثار في هذا الوجود . |
إن الحق هو النقطة الثابتة التي يقف عليها من يؤمن بالحق فلا تتزعزع قدماه ، و لا تضطرب خطاه .
و من يفارق الحق تتقاذفه الأهواء ، و تتناوحه الهواجس ، و تتخطفه الهواتف ، و تمزقه الحيرة ، و تقلقه الشكوك ، و يضطرب سعيه هنا و هناك .. و هو لا يلوذ من حيرته بركن ركين ، و لا بملجأ أمين . فهو في أمر مريج . |
بعض الناس يحسب اللؤم قوة ، و المكر السيئ براعة .
و هو في حقيقته ضعف و خسة . فالقوي ليس لئيما و لا خبيثا ، و لا خادعا و لا متآمرا ولا غمازا في الخفاء لمازا . |
إن الطريق واضح ، و الصراط مستقيم ..
فإما العلم الذي جاء من عند الله ، و إما الهوى في كل ما عداه و ليس للمسلم أن يتلقى إلا من الله . و ليس له أن يدع العلم المستيقن إلى الهوى المتقلب . و ما ليس من عند الله فهو الهوى بلا تردد . |
التقوى .
التقوى تصاحب كل شيء . فهي الحارس اليقظ في الضمير يحرسه أن يغفل ، و يحرسه أن يضعف ، و يحرسه أن يعتدي ، و يحرسه أن يحيد عن الطريق من هنا و هناك . و لا يدرك الحاجة إلى هذا الحارس اليقظ ، إلا من يعاني مشاق هذا الطريق ، و يعالج الانفعالات المتناقضة المتكاثرة المتواكبة في شتى الحالات و شتى اللحظات . |
الابتلاء من الله نعمة لا تصيب إلا من يريد له الله به الخير .
فإذا أصابت أولياءه ، فإنما تصيبهم لخير يريده الله لهم – و لو وقع الابتلاء مترتبا على تصرفات هؤلاء الأولياء – فهناك الحكمة المغيبة و التدبير اللطيف ، و فضل الله على أوليائه المؤمنين . و هكذا تستقر القلوب ، و تطمئن النفوس ، و تستقر الحقائق الأصيلة البسيطة في التصور الإسلامي الواضح المستقيم . |
جزاك الله خيرا
|
الساعة الآن 10:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.