فماذا كان العرب و الأعراب ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين =========================================== فماذا كان العرب و الأعراب قبل أن يأتيهم الإسلام ؟ إنهم لم يكونوا شيئا مذكورا . لم تكن الدنيا تعرفهم و لا تحس بهم . كانوا فرقا و مزقا لا وزن لها ولا قيمة . لم يكن لديهم شيء يعطونه للبشرية فتعرفهم به . بل لم يكن لديهم شيء يعطونه لأنفسهم فيغنيهم .. لم يكن لديهم شيء على الإطلاق . لا مادي و لا معنوي . ======== كانوا فقراء يعيشون في شظف إلا قلة منهم تعيش في ترف . و لكنه ترف غليظ ساذج هابط أشبه شيء بترف الأوابد التي تكثر في أوكارها الفرائس .. و كانوا كذلك فقراء العقل و الروح و الضمير ، عقيدتهم مهلهلة ساذجة سخيفة . و تصورهم للحياة بدائي قبلي محدود .. و اهتماماتهم في الحياة لا تتعدى الغارات الخاطفة و الثارات الحادة و اللهو و الشراب والقمار و المتاع الساذج الصغير على كل حال . ======== و من هذه الوهدة المغلقة أطلقهم الإسلام . بل أنشأهم إنشاء . أنشأهم و منحهم الوجود الكبير الذي تعرفهم به الإنسانية كلها أعطاهم ما يعطونه لهذه الإنسانية .. أعطهم العقيدة الضخمة الشاملة التي تفسر الوجود كما لم تفسره عقيدة قط . و التي تمكنهم من قيادة البشرية قيادة راشدة رفيعة . و أعطاهم الشخصية المميزة بهذه العقيدة التي تجعل لهم وجودا بين الأمم و الدول و لم يكن لهم قبلها أدنى وجود . و أعطاهم القوة التي تعرفهم بها الدنيا و تحسب لهم معها حسابا و كانوا قبلها خدما للإمبراطوريات من حولهم أو مهملين لا يحس بهم أحد . و أعطاهم الثروة كذلك بما فتح عليهم من في كل وجهة . و أكثر من هذا أعطاهم السلام ، سلام النفس ، و سلام البيت ، و سلام المجتمع الذي يعيشون فيه . أعطاهم طمأنينة القلب و راحة الضمير و الاستقرار على المنهج و الطريق . و أعطاهم الاستعلاء الذي ينظرون به إلى قطعان البشرية الضالة في أرجاء الجاهلية المترامية الأطراف في الأرض . |
الساعة الآن 06:48 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.