و نهى النفس عن الهوى ...
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================= ======== { و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } النزعات . و الذي يخاف مقام ربه لا يقدم على معصية ، فإذا أقدم عليها بحكم ضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم و الاستغفار و التوبة . فظل في دائرة الطاعة . و نهي النفس عن الهوى هو نقطة الارتكاز في دائرة الطاعة . فالهوى هو الدافع القوي لكل طغيان ، و كل تجاوز ، و كل معصية ، و هو أساس البلوى ، و ينبوع الشر ، و قل أن يؤتى الإنسان إلا من قبل الهوى . فالجهل سهل علاجه . و لكن الهوى بعد العلم هو آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل الأمد لعلاجها . ======== و الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة . و قل أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى ، و من ثم يجمع بينهما السياق القرآني في آية واحدة . فالذي يتحدث هنا هو خالق هذه النفس العليم بدائها ، الخبير بدوائها و هو وحده الذي يعلم دروبها و منحنياتها ، و يعلم أين تكمن أهواؤها و أدواؤها ، و كيف تطارد في مكامنها و مخابئها و لم يكلف الله الإنسان أن يشتجر في نفسه الهوى فهو – سبحانه – يعلم أن هذا خارج عن طاقته ، و لكن كلفه أن ينهاها و يكبحها و يمسك بزمامها . و أن يستعين في هذا بالخوف . الخوف من مقام ربه الجليل العظيم المهيب . و كتب له بهذا الجهاد الشاق الجنة مثابة و مأوى . ======== إن الإنسان إنسان بهذا النهي ، و بهذا الجهاد ، و بهذا الارتفاع . و ليس إنسانا بترك نفسه لهواها ، و إطاعة جواذبه إلى دركها بحجة أن هذا مركب في طبيعته . فالذي أودع نفسه الاستعداد لجيشان للإمساك بزمامه ، و نهي النفس عنه ، ورفعها عن جاذبيته ، و جعل له الجنة جزاء و مأوى حين ينتصر و يرتفع و يرقى . |
الله يعطيك العافيه ويجزاك خير
|
جزاك الله خيرا
|
الساعة الآن 08:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.