إن الإسلام ليس حادثا تاريخيا ، وقع مرة ، ثم مضى التاريخ و خلفه وراءه ،
إنه اليوم مدعو لأداء دوره الذي أداه مرة ، في مثل الظروف و الملابسات و الأوضاع و الأنظمة و التصورات و العقائد و القيم و الموازين و التقاليد ، التي واجهها أول مرة |
يريد الإسلام البيت مكانا للسكينة النفسية و الاطمئنان الشعوري
هكذا يريده مريحا تطمئن إليه النفس و تسكن و تأمن سواء بكفايته المادية للسكنى و الراحة ، أو باطمئنان من فيه بعضهم لبعض ، و يسكن من فيه كل إلى الآخر ، فليس البيت مكانا للنزاع و الشقاق و الخصام ، إنما هو مبيت و سكن و أمن و اطمئنان و سلام |
لقد جاء الإسلام ليسوي بين الرؤوس أمام الله
فلا تفاضل بينها بمال و لا نسب و لا جاه فهذه قيم زائفة و قيم زائلة إنما التفاضل بمكانها عند الله و مكانها عند الله يوزن بقدر اتجاهها إليه و تجردها له و ما عدا هذا فهو الهوى و السفه و البطلان |
إن الإسلام عقيدة قلوب ، و منهج تربية لهذه القلوب .
فهو دين سلام ، و عقيدة حب . و نظام يستهدف أن يظلل العالم كله بظله ، و أن يقيم فيه منهجه و أن يجمع الناس تحت لواء الله إخوة متعا رفين متاحبين .. و الخير كل الخير أن ينضموا تحت لوائه الرفيع . |
الإسلام لا يقيم حياة أهله على العطاء .
فإن نظامه كله يقوم أولا على تيسير العمل و الرزق لكل قادر ، و على حسن توزيع الثروة بين أهله بإقامة هذا التوزيع على الحق و العدل بين الجهد و الجزاء . |
إن الإسلام ليس راية و لا شعارا و لا وراثة ..
إن دين الله حقيقة تتمثل في الضمير و في الحياة سواء . تتمثل في عقيدة تعمر القلب ، و شعائر تقام للتعبد ، و نظام يصرف الحياة . و لا يقوم دين الله إلا في هذا الكل المتكامل . و لا يكون الناس على دين الله إلا و هذا الكل المتكامل متمثل في نفوسهم و في حياتهم . |
و الحياة في الإسلام حياة متكاملة القواعد و الأركان .
و الذين يتصورون أنه من الممكن تطعيم الحياة الإسلامية ، و النظام الإسلامي بمنتجات حياة أخرى و نظام آخر لا يدركون طبيعة الفوارق الجذرية العميقة بين الأسس التي تقوم عليها الحياة في الإسلام و التي تقوم عليها الحياة في كل نظام بشري من صنع الإنسان . |
إن الإسلام يبدأ بتقرير حق كل فرد في المجتمع المسلم في دار الإسلام في الحياة .
و حقه في كل الوسائل الضرورية لحفظ الحياة .. من حق كل فرد أن يأكل و أن يشرب و أن يلبس و أن يكون له بيت يؤويه و يجد فيه السكن و الراحة .. من حق كل فرد على الجماعة – و على الدولة النائبة عن الجماعة – أن يحصل على هذه الضروريات .. أولا عن طريق العمل – ما دام قادرا على العمل – وعلى الجماعة أن تعلمه كيف يعمل ، و أن تيسر له العمل ، و أداة العمل .. و الإسلام يربي ضمائر الناس و أخلاقهم ، فيجعل تفكيرهم يتجه إلى العمل و الكسب عن طريقه لا إلى السرقة . |
و لقد ضمن الإسلام للبشرية أعلى أفق في التصور ، و أقوم منهج في الحياة .
فهو يدعو البشرية كلها أن تفيء إليه . الأمة المسلمة اليوم في حاجة إلى التميز بشخصية خاصة لا تتلبس بشخصيات الجاهلية السائدة .. و التميز بتصور خاص للوجود و الحياة لا يتلبس بتصورات الجاهلية السائدة .. و التميز بأهداف و اهتمامات تتفق مع تلك الشخصية و هذا التصور .. و التميز براية خاصة تحمل اسم الله وحده ، فتعرف بأنها الأمة الوسط التي أخرجها الله للناس لتحمل أمانة العقيدة و تراثها . |
إن الإسلام لا يقرر مبدأ الحرية الدينية وحده ..
و لا ينهى عن الإكراه على الدين فحسب . إنما يقرر ما هو أبعد من ذلك كله . يقرر السماحة الإنسانية المستمدة من توجيه الله – سبحانه – يقرر حق المحتاجين جميعا في أن ينالوا العون و المساعدة – ما داموا في غير حالة حرب مع المسلمين – دون نظر إلى عقيدتهم . و يقرر أن ثواب المعطين محفوظ عند الله على كل حال ، ما دام الإنفاق ابتغاء وجه الله . و هي وثبة بالبشرية لا ينهض بها إلا الإسلام ، و لا يعرفها على حقيقتهإ إلا أهل الإسلام |
الساعة الآن 07:37 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.