يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ...
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================= ======== { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } المائدة . إنه لا بد من ضوابط للحياة .. حياة المرء مع نفسه التي بين جنبيه ، و حياته مع غيره من الناس و من الأحياء و الأشياء عامة .. الناس من الأقربين و الأبعدين ، من الأهل و العشيرة ، و من الجماعة و الأمة ، و من الأصدقاء و الأعداء .. و الأحياء مما سخر الله للإنسان و مما لم يسخر .. و الأشياء مما يحيط بالإنسان في هذا الكون العريض .. ثم .. حياته مع ربه و مولاه و علاقته به و هي أساس كل حياة . ======== و الإسلام يقيم هذه الضوابط في حياة الناس . يقيمها و يحددها بدقة و وضوح ، و يربطها كلها بالله سبحانه ، و يكفل لها الاحترام الواجب ، فلا تنتهك ، و لا يستهزأ بها ، و لا يكون الأمر فيها للأهواء و الشهوات المتقلبة ، و لا للمصالح العارضة التي يراها فرد ، أو تراها مجموعة أو تراها أمة ، أو يراها جيل من الناس فيحطمون في سبيلها تلك الضوابط . ======== فهذه الضوابط التي أقامها الله و حددها هي " المصلحة " ما دام أن الله هو الذي أقامها للناس . فالله يعلم و الناس لا يعلمون . و ما يقرره الله خير لهم مما يقررون . و أدنى مراتب الأدب مع الله – سبحانه – أن يتهم الإنسان تقديره الذاتي للمصلحة أمام تقدير الله . أما حقيقة الأدب فهي ألا يكون له تقدير إلا ما قدر الله . و ألا يكون له مع تقدير الله إلا الطاعة و القبول و الاستسلام مع الرضى و القفة و الاطمئنان . هذه الضوابط يسميها الله " العقود " .. ويأمر الذين آمنوا به أن يوفوا بهذه العقود . |
الساعة الآن 06:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.