لقد خلقنا الإنسان في كبد ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================== ======== { لقد خلقنا الإنسان في كبد } البلد . في مكابدة و مشقة ، و جهد و كد ، و كفاح و كدح . ثم تفترق الطرق ، و تتنوع المشاق . هذا يكدح بعضلاته ، و هذا يكدح بفكره ، و هذا يكدح بروحه ، و هذا يكدح للقمة العيش و خرقة الكساء . و هذا يكدح ليجعل الألف ألفين و عشرة آلاف .. و هذا يكدح لملك أو جاه .. و هذا يكدح في سبيل الله .. و هذا يكدح لشهوة و نزوة .. و هذا يكدح لعقيدة و دعوة .. و هذا يكدح إلى النار .. و هذا يكدح إلى الجنة .. و الكل يحمل حمله و يصعد الطريق كادحا إلى ربه فيلقاه ، و هناك يكون الكبد الأكبر للأشقياء و تكون الراحة الكبرى للسعداء . ======== إنه الكبد طبيعة الحياة الدنيا . تختلف أشكاله و أسبابه ، و لكنه هو الكبد في النهاية . فأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا لينتهي إلى الكبد الأشق و الأمر في الأخرى . و أفلح الفالحين من يكدح في الطريق إلى ربه ليلقاه بمؤهلات تنهي عنه كبد الحياة ، و تنتهي به إلى الراحة الكبرى في ظلال الله . ======== إن الذي يكدح للأمر الجليل ليس كالذي يكدح للأمر الحقير . ليس مثله طمأنينة بال و ارتياحا للبذل ، و استرواحا بالتضحية . فالذي يكدح و هو طليق من أثقال الطين ليس كالذي يكدح ليغوص في الوحل و يلصق بالأرض كالحشرات و الديدان .. و الذي يموت في سبيل دعوة ليس كالذي يموت في سبيل نزوة . |
جزاك الله خير ونفع الله بك |
الساعة الآن 05:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.