هذا هو أكبر إجحاف بحق المعلم الذي يقضي نصف عمره
داخل قاعات الدراسة ..التي تفني عمره وتحني ظهره .. وتخطف
نور عينيه ...
فبدل ما يجد ضماناً وأماناً مادياً بعد تلك الرحلة المضنية يجد نفسه
بعد التقاعد مظطراً للبحث عن عمل يقاتل به غلاء الأسعار والمعيشة بقية
حياته ...
قد يقول قائل إنني أبالغ ... لكننا حين نستقرئ ملامح المعيشة وما نلاحظه
من قلة الوظائف للخريجين من الجامعات ... ونحسب حسبة زمنية بسيطة
فنجد أن أغلب مراحل تقاعد الكثير من المعلمين يتزامن مع فترة تخرج أكبر
أبنائهم وبناتهم من الجامعات أو بعد ذلك بقليل ... وطبعاً من يدري فقد يجلس
المتخرج أو المتخرجة سنة أو سنتين أو خمس ... زمن الانتظار في ذلك مفتوح ..
فهذا يعني أن المتقاعد من المعلمين ما زال يعول اسرة كبرت متطلباتها وزادت
حاجاتها ... ولا ندري فلربما أخونا المتقاعد ما زال يسدد أقساطاً شهرية لأحد البنوك
الربوية التي تورط معها بمبلغ ليبني بيته الوحيد .. أو أقساطاً أخرى في سيارة ...
فماذا تفعل ( 80 ألف ) ..هل يشتري بها مناديل يمسح بها دموعه على مسيرة عمره
الفانية في التعليم أم يزوج بها إبنه الأكبر ..أم يرمم بها بيته الآيل للسقوط أم ماذا يفعل ....
فلماذا لا تعطوا من مال الله ..إذا كان مال الله وفيراً ... أم أن جيوب المسؤولين لم تمتلئ
بعد ... ونفوسهم الجشعة لم تشبع أيضاً ...
تحياتي لك أخوي ( أبو ذياب ) والله حاط أكثر من موضوع في الصميم ..
يا أخي ليش ما يحطوك وزير للتعليم ...يمكن ترأف بحال المعلمين أكثر
من الواقع الحالي ...
|