أقف بفنجان قهوتي أتأمل خيوط ذهبيه تختفي بوقت غروب
كم سمعت وأنا صغيرة من أغاني غزل كانت تتردد إنذاك....
وعبارات تحكى على لسان أختي الكبرى ترويها لنا وهي تحتضن رواية بغلاف طغى عليه اللون الأحمر ...
وكم أكره ذاك اللون
كانت تنقل لنا أنا وإبنة عم لي عبارات شعريه كتبها شاعر يشكو العشق
المشهد أتذكره إلى الأن....
الحبيبان يقفان أمام شاطئ البحر والمغيب أمامهم ....
يتبادلان ابيات الشعر الغزليه (طبعاً البريئه)
المهم
واختي تنقل لنا الصورة الشعريه بصوت عذب ...لم أكن أنا مع الكلمات ولا الحروف
لم يتعب تفكيري إلا شي واحد...بتلك الصورة الشاعريه التي اود ان أختزلها بعقلي...
كانت إبنة عمي أكبر مني عمراً لذا كانت تستوعب وتفهم الكلمات لذلك كانت منصته،.
منصته لاتكاد تترك حركة او حرف إلا وقد حفظته...
طبعاً أنا كنت بعالم أخر....اريد أن تكتمل الصورة بذهني وهي تستعصي علي
فلم استطع تخيل نفسي أمام شاطئ بحر....
ببساطه لأنني لم أره قط....فمدينتا التي نسكن بها من مولدنا صحراويه قاحله لا ترى إلا الرمال الذهبيه أينما يممت
نعم لم يستوعب تفكيري وتخيلي البسيط ...ماهية وأحساس الوقوف أمام شاطئ ما
والإستماع لتلاطم أمواجه..والغوص فيه حتي الغرق
أما الأن وانا أمرأة تجاوزت الكثير والكثير...
ها أنا أقف أمام شاطئ جميل برمال بيضاء ناصعه ومياه بلون لازوردي...
أنظر للأُفق ومعي فنجان قهوتي....أُنصت وأُنصت
ولا أسمع إلا صوت تلاطم الأمواج ....
لا صوت شاعر ...ولا أبيات غزل...ولا حتى كتاب بغلاف أحمر
فنجاني قهوتي فقط هو من كان يعلوه زخارف حمراء..وكم اكره ذاك اللون
|