الأحد 16 ذو الحجة 1437
أقف وبين يدي فنجان شاي ساخن تتصاعد منه أبخرة قلقه
أبخرة قلقه إما أتجهت يميناً وبلحظة مالت شمال
بفعل تيارات هواء ساخن أقف بوسطه لا أكاد أشعربه
أنتظر صبية محملة بكتب سنة دراسية جديدة
مرحلة مغايرة بالنظم والقوانين والمناهج
مرحله أولى نحو مايسمونه بالمقررات
عالم مجهول بالنسبة لها ومؤكداً لي
أتسائل وأنا في وقفتي تلك
ألا نمل نحن الأمهات من القلق والمحاتاه
قلق يبتدء من أول طفل وخطوات صغيرة خائفه متردده نحو المدرسه
يبتدء معه ويتجدد مع كل أبن أو أبنه ومع كل مرحلة جديده بالتعليم
أرتشف من فنجاني ......ارتشف سائلاً لا أجد له طعم فعقلي وأحاسيسي ذهبت بعيد
بل قفزت إلي ماضي قديم بذكرياته ومشاعره
أسترجع مشاعر أم صبيه تتماسك أمام طفلٌ سيغادرها ليمضي نصف اليوم بعيداً عنها بعيد
لا تستطيع العنايه به ولا حمايته ولا محاوطته بيديها حتى لايمسه شي
المدرسه هي صورة مصغرة عن الدنيا والحياة التي ستأخذ هذا الصغير
سيكبر ويمضي بحياته ويواجه ويعاني ويتألم ويستضعف ويتعلم مهارات كثيرة
مهارات منها الجيد وفيها السيئ الشيئ الكثير
المدرسه اول درس قاسي لنتعلم نحن الأمهات منه أن نبعد يدينا عن ملازمته والإمساك به والسير به بمتاهات الحياة
تعلمنا مهما قلقنا عليه وقتلنا خوفنا ورعبنا أن يأذيه شيئ فيجب أن نطلق سراحه ليتعلم الطيران بعيدا
بفضاء شاسع يتعلم يدافع عن نفسه ويتلقن الدروس الحياتيه لتصقل شخصيته وتظهر مبادئ غرست به منذ نعومة أظافره
نودعه ويقتلنا تساؤل (كيف سياعد تفسه هل سيأكل وجبة وضعت له بعناية وإهتمام أيعقل أن يسمحوا له بالمغادره لدورة المياه
لا لا بالقطع لن يخبرهم برغبته تلك ...أيتجرأ أحدهم ويمد يده عليه .....
وقديسمعه كلمات بذيئه قد عملت قدر استطاعتي ان لا تلوث مسامعه...
أيحن قلب معلمه ويمسح دمعه ويواسيه ويشرح له ببطء ليراضيه
هل ياترى سيحبه زملاءه ويصبح الصديق المفضل لهم
وتذهب أفكاري بعيد بعيد ولا يرجعني لواقعي وفنجان يشكو الصقيع إلا صبية تحتضني بكل سعادة
سعادة تجربة جديده وصديقات جدد
أحمل فنجاني وأنا أدعوا لها بالتوفيق
أقف وأنظاري تسترجع ذكريات جميله لطفلاً صغير يحمل حقيبته مبتسماً
أبتسم لذكريات إبتسامة سلبت قلبي
أردد وأنا أدعك فنجان شاي تحت صنبور الماء
أردد....من يستطيع أن لا يحبه ومن يستطع إلا أن يقبله كصديق ....
|