ألفُ نابٍ وناب !
سقتْكَ العوادي علقمَ صابْ --- وأسكنكَ الهمُّ أدغالَ غابْ
تعيشُ ومن حولك الكاسرات --- وحوشٌ لها ألفُ نابٍ ونابْ
نواعمُ لكنها غادرات --- نواهشُ للقلب نهش الذئابْ
تبدّتْ مخالبُها كالرماح --- فأهربُ أبحثُ عن نصف بابْ
يطاردني شؤمُها في رؤاي --- بألفِ سؤالٍ ، وما من جوابْ
لماذا تنكَّر لي من أُحبُّ --- لماذا تغيّر حولي الصحابْ
تجهَمَني أقربُ الأقربين --- وعوقبتُ منهم بشرِّ العقابْ
لماذا ؟ لأني منحتُ الحبيبَ --- خلاصةَ ودِّي بدون ارتيابْ
وما كنتُ يوماً خؤوناً لهم --- ولم أسعْ يوماً بسوء العتابْ
تعلمتُ من حادثات الزمان --- بألاّ أصدِّقَ ضِحْكَ الصحابْ
وأن أتّقي من يكيلُ المديح --- كما أتقي من يكيلُ السِبابْ
وكم باسمٍ وهو يُخفي العداءَ --- بقلبٍ يُحاكي سوادَ الغرابْ
وتعجبُ من حقده إن رآكَ --- على خير حالٍ ، أشدَّ العجابْ
فليتَ لدى (بعض) من يدّعي --- معاني الوفاءِ ، وفاءَ الكلاب!
د . موسى بن هجاد الزهراني
|