قطفُ حَكايا فجرِ الرحِيلْ ..
ترجّل مِن زاويةِ نظارتهِ الفارِغة ..
وغَمس اصبعهِ بطرفِ عينيهِ ليُمحى بعضٌ مِن آثارِ فقر ٍعلقَ بِهما
لِتنهار َرَواسى ظِلالهِ مِن بينِ طياتِ فِراشٍ مُهدد بِالرحيلْ ..
وتَغفو رواسبَ اظفارهِ وبعضٌ مِن رائحتهِ بِطرفها
وتهبُ تلكَ الساعةِ تَتبعها عقاربٌ جَوفاء تَتشبثُ بِثوبِ رجلٍ
مُهدد بِالانصياعِ لِنداءِ الجوعِ وبعضٌ مِن سُكرٍ اعوجْ
أرقّها منامهُ كثيراً وكلماتهِ المتهدلةُ بينَ شِفاةِ الوسادةِ الفارغةِ مِنه ..
وبَقايا شعرٍ تَدثرتْ بِـ غطاءِ أنفاسٍ واهيةْ
رَمقته مِن بعيدٍ واختلستْ أكمامِ قَميصهُ المُلطخْ بِـ جَسدٍ امتَلأ بِهواءْ
وتَعلقَ بِخيطٍ عَلى سقفٍ لمْ تُبنى قواعِده بَعدْ ..
ارتدتْ ماتَبقى مِنه وتَعطرتْ بِشهقاتٍ زَفرهَا مُتنمِراً
وتَناوبتْ هِى وَوسادتهُ التوشُح بِموضِع قدمِه
ونثرتْ تفاصيلَ صورةٍ مُعلقة على بِروازٍ قَديم يُشبه لِحدٍ مَا ملامِح خَيبتِها
وَ روتها بِألحانٍ مُمزقة تَنزِفها كلَ مساءْ
لعَلها تُنبتُ مِن بُقعةِ الضَوء
أطيافُ رجلٍ لـا يَحتَسى القهوةَ مِن كوبٍ مَثقوبٍ بِالهواءْ ..!
قُبلاتٍ مَسروقةْ ..
ارتجفَت قناديلُ الصباحْ إذعاناً لِتراتيلْ النَشوة المُنسدِلة فوقَ أكتافِهمْ
وفضحتْ أغانِى عاشِقة خبأها الغدُ تحتَ سرادِيب القِمرْ
غافلَها وراحَ يُبعثِر لِها ضَفائِرها كُلما تأبَطت ذِراعيه وألقتْ بِنفسِها بينَ عَيناهْ
حَتى مَا إنْ تَلعثمتْ أنفاسِها دفنتْ رأسِها بينَ ضلوعِه
لامسَ خداهَا بِشهوتِه الحارِقه سارِقاً مِنها تنهيداتٍ لِتُداعبهُ بِالمزيدْ
حَتى تَتساقطُ الأمنياتِ مِنهما عَلى حينِ غَفلةٍ هارِبةٍ مِنهما ..
تَأوهتْ .. استيقظَت حواسهِ .. حلِمت بِما هُو أعمقْ ..
رَسم لَها عُرساً .. فأهدتهُ طِفلينِ مِن أندرِ مَا يكونْ
كانا نُطفتينِ ذكرٍ وأنثى ..
هارِبٌ وغَفوةْ .. انشَقا مِن صلبٍ أعوجْ
وصُلبٍ مُشوه لمْ يَقضِم سِوى بِذرةِ التُفاحة
لِتصبحَ مِن بَعدِها ثمرةٍ مُحرمةْ
لمْ تَكنْ هُناكَ سِوى ملامحٍ بَيضاءْ وتفاصيلٍ بَاردة
صُبغت بخطيئةٍ عَمياءْ خلفَ سِتارٍ قَسمٍ شَرعى
ابتلعتْ قلةِ الحيلَة كلَ مَا يسكنِ الجَسدِ المُهترِىء
ولمْ يَبق غيرَ ألبومِ صورٍ يَحتضنُ مقبرةٍ جَماعيةْ لِأرواحٍ كُفّنتْ بِرداءِ الرَحيلْ
وتكومتْ بِزاويةٍ مُظلِمة ضفائِرٌ تَرتدِى قُبلاتٍ مَسروقةْ ..!
|