غيمُ مَشاعرٍ يَتيمةْ ..
اختلطَتْ ألوانُ الحائِط فوقَ رؤوسَهم وتَضاربتْ أمواجُ اللغةِ بينَهم
وتركَ الرحيلِ راياتِ عِصيانٍ مُنكسةْ
استحالَ الضوءْ رَماداً مُهترئةً اهازيجُه وطَوتْ الغُربه مَراكبَ صَغيرة
سَبحتْ عَلى الدوامِ عَكسَ الريحْ عَلى عادَتها !
ارتدتْ الأمْ ثوبَ الحَياةْ وأغْلقتْ أكمامِها عَلى طِفليها
وذَهبَ كلٍ مِنهمْ نَحو رِياحٍ تَختلفْ عَن مَثيلتها
ارَتضى الهارِب لِنفسَه زَندقاً كَريهاً تَفوحُ مِن أغصانِه سُكرَ أبِيه الأعوجْ
وتُرتل بِغثيانِ المادِة واحتوتهُ تَفاصِيلها
بَنى لِعالمهِ قَصراً شُيدَ عَلى أنقاضِ العائِله
ونَكس تاجِه بِذاكَ القطفْ الذِى لمْ تَبردْ دَماؤه بَعدْ ..
احتفظتْ الغَفوة بِصناديقِ الوقتْ بَعيداً عنْ أعينْ الناسْ
وارتَدتْ غَيمتانِ رَماديتانِ حَجبتْ العالَم عنْ رُؤيتِها
عَلقّتْ تَماثيلَ عَقلِها فوقَ رُفوفٍ مُحملةٍ بَيضاءْ
وَأمطرتْ سَماءِها بِفراغٍ ازدَحمَ بِالكثيرِ مِن الهَواءْ
قَالوا عَنها عَلقِتْ بِجَسدِ الرُضعْ ..
وأُسِرتْ بِكونٍ لـا يُسكِنهُ سِوى غَابةٍ مِن الأوهامْ ..
قَالوا لـا زالتْ تحلُم بأنْ تَخطو الحدودَ الفاصِلة بينَ هُنا وهُناكْ
قَالوا الكثيرَ ولا يزالُ البحثُ جارياً عنْ خيوطٍ جَديدة لتُقالْ ..
لكِنهمْ أغْفلوا عنْ قولِ مَا إنْ كَانتْ لازالتْ تَتنفسْ ..
أمْ لحِقتْ بِمن رَحلوا إلى حيثُ يُنفَى البَقِية ..
لِتظلَ الأمْ تَرقصْ كلَ صَباحٍ فَوقَ غيمِ مَشاعرٍ يَتيمةْ ..!
|