لا يَزالُ القَمرُ نائِماً ..
تَأخرتْ الشَمسُ كَعادتِها وغفَى القَمرُ فى كَبدِ السَماءْ
وتَلعثمتْ أهْدابِها وهِى تجدِل مِن أمْنياتِها عُقداً ..
غَزلتْ قِلمِها المَسحُور بينَ أصَابِع يَدِها
ورَاحتْ تَنسِجُ وَصايَا مُعبئةً بِمَحبرةِ الأحْلامْ
" كُراتُ ثِلجْ ، جِناحُ عَصفورْ ، أعماقِ شاطِىء ، قليلٌ مِنه .."
هَكذا ازْدَحمتْ صَفحتِها وهِى تُكررْ نَفسَ الكلِماتْ
وتَعلقتْ كلُ مِنهم بِطرفِ الوَرقةْ
واحْتفظتْ لهُ بِمنتصفِ العُمرْ .. وآخِره ..!
ومَا إنْ يَستيقظَ القمَرْ حتَى تَبدأ الكلِماتْ فى الهرُوبِ بَعيداً
ولـا يَبقى فِى الصَباحْ سِوى سُطورٍ بَيضاءْ ومَحبرةٍ فَارِغةْ ..
لِتعودُ كلِ مَساءٍ بِإجهاضِ المَزيدِ مِنْ الأمْنياتْ
بَينمَا لـا يَزالُ القَمرُ نَائِماً ..
حتَى تَنشقُ أشعةٍ بَيضاءٍ تُذعِنُ مَرةً أخْرى بِالرحيلْ ..!
|