عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2016, 09:25 PM   #1
صمت الحزن
| عضو متألق |


الصورة الرمزية صمت الحزن
صمت الحزن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3210
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 01-11-2019 (03:55 PM)
 المشاركات : 1,542 [ + ]
 التقييم :  127
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي



“هيَ بحةُ صوت , واختناقةُ ناي”
نسرفُ كثيرًا فِي الإمسَاكِ ببعض أشيائنا , والاحتفاظِ بها اكثرَ
نخافُ منَ الماضِي أن يسرقَ منّا ذاكرتنا يومًا . .
نجسّدُ لحظاتنَا , ونختلسُ أفراحنَا فِي دفترٍ صغيرْ
نوزّع فِي اوراقِه دمعتينْ وَ ضحكتِين . . والبَاقِي يتلقفه النّسيان
ننجبُ كتابًا منَ الأوراقْ , كلّ ورقةٍ فِيه هيَ نحن ولكن بِـ شكلٍ مختلفْ
××××
عندمَا كتبتُ سابقًا لمْ أكن أبحثُ عن مكَانٍ يلائمُ ورقتِي الصّغيرة كَي أخبّئها
انا تركتُها ظاهرةً لِـ العيانْ , كتبتهَا كَي يقرؤوهَا . .
كتبتُ فِيها ماكنتُ أريدُه ولمْ أحصل عليه , وكتبتُ فِي أسفلِها أسمٌ لايملكُه إلا شخصٌ واحد فِي حياتِي كلّها . .
ولكنْ لا احدَ يقرؤهَا , أجدهَا تارةً فِي سلّة المهملَات فاعيدهَا على المنضدَة
وأخفِي وجهِي خلفَ كتابٍ مقلوبْ , كَي أرى من سيقرأها
ثمّ يتلفُ كلّ مشهدٍ لا أريده . .
×××××
تمرّ الدّقائق كلّ واحدةٍ تقذفُ بِـ الأخرَى خلفهَا وتمشِي … ولا أحدَ يقرأ !
بحةُ واختناقةُ nmMcg.png
الآن أحزمُ دفاترِي واوراقِي , وانتظرُ الوقتَ من نهاية هذا العامْ , كَي أحرقهَا
إنّي أخصّص لِي وقتًا نهايةَ كلّ عام , اجمع فِيه دفاترِي وأحرقها . .
آخرُ مرّة حرقتُ فِيها دفاترِي كان شَيئًا فِي داخلِي يخبرنِي بأنّني احرقُ نفسِي معها
وكنت اتجاهلُ , كنتُ أعلمُ بانّ رحيلي عن هذه المدِينة سَـ يجعلنِي أرمِي بكلّ الذّكرياتِ
فِيها وأرحلُ عنهَا . .
خرجتُ من مدينتِي بلا أوراقْ , بلاذكرياتْ . .
لكنّي عدتُ إليها يومًا , ومررتُ من ذاته الشّارع الذِي تراقصت فِيه جمِيع ذكرياتِي
ودخلت ذاته البيتْ , ذات المكان الذِي احرقت فِيه أوراقي !
×××××
الآن أحزمُ دفاترِي واوراقِي , وانتظرُ الوقتَ من نهاية هذا العامْ , كَي أحرقهَا
إنّي أخصّص لِي وقتًا نهايةَ كلّ عام , اجمع فِيه دفاترِي وأحرقها . .
آخرُ مرّة حرقتُ فِيها دفاترِي كان شَيئًا فِي داخلِي يخبرنِي بأنّني احرقُ نفسِي معها
وكنت اتجاهلُ , كنتُ أعلمُ بانّ رحيلي عن هذه المدِينة سَـ يجعلنِي أرمِي بكلّ الذّكرياتِ
فِيها وأرحلُ عنهَا . .
خرجتُ من مدينتِي بلا أوراقْ , بلاذكرياتْ . .
لكنّي عدتُ إليها يومًا , ومررتُ من ذاته الشّارع الذِي تراقصت فِيه جمِيع ذكرياتِي
ودخلت ذاته البيتْ , ذات المكان الذِي احرقت فِيه أوراقي !
لكن لاشَيء ممّا حدثَ كنتُ أشعرُ به , وكأنّي لم أعش فِي هذه المدِينة
وكأن الفتاة التِي كانت تمشِي ذلك الشارع طيلة سنتين كاملتين إلى مدرستهَا
لم تعدْ انا , الشارعَ الذِي قطعتُه انا وثلاثٌ من صدِيقاتِي ونحن نتحدّث عن لون سيّارةِ
جارنَا الجدِيد , وعنْ متجرِ الحلوَى , وبيتُ جدّتِي الذي أمرّ من امامه كلّ يوم
وأعلمُ كمْ منَ الذّكريات لِي فيه مذ كنتُ طِفلة , امشِي من أمامه والجو ماطِرًا
وأبتلّ كثِيرًا , لكنّي ابطّيء السّير إلى منزلِي , أريدُ ان أجمَع أكثر تفاصِيله تحت المطر
×××××


الشّارع الذِي مشيتُ فِيه مراتٍ عدَة
وأنا متعبَة , سعِيدة , متشوّقة ليومٍ دراسي يجمعنِي بِـ صديقاتِي . .

عادةُ الحرقِ هذه جعلتنِي أفقدُ حصادَ كلّ عام من ذكرياتْ . .
كانتْ تصلنِي برقيّةٌ منَ السّماء بأنّي يومًا سأرحلُ عن المدينة والأصدقاء
وكنتُ أقرأها وابكِي . .
الآن لاشَيء مما حدثُ أشعرُ بِه . .
فأنا بعدَ كلّ عامٍ أحرقُ نفسِي مع اوراقِي , فأتجدّد بروحٍ جدِيدة
ليسَ غدرً لِـ الذّكرياتْ , وإنما أشترِي لـ نفسِي ذاكرةً جدِيدة تتسعُ لكلّ عامٍ جدِيد . .


 
 توقيع : صمت الحزن
الصمْتْ..
لا يَعْنِي المُوافَقة قَدْ يَكُون صَبْراً على وشَك النَّفاذ..!



رد مع اقتباس