يـتــراءى لــي أنــنـــي أجيــدُ الإبحــار في كينونـتــي
فـــآخـــذ أُهْـبـتــي لـرحلـةٍ مداهــا يطــول ويطــول حتى يبلغ ربيـع عمــري مُـنْـتَـهـَــــاه ..
يــــروق لــي أن أستمع إلى ذبـذبــاتٍ تـثـُـور بـداخلــي ، لا أعلــم كُـنْـهــهــا ومـاهـِيـتـهــــا !!
أهــي آهــاتٌ زفـتـهــا إلي جـراحٌ غائــرة لـوثــت روْنـقِـــي على مـر الـسـنـــوات !؟
أَمْ هي زفــراتٌ لطــالمـــا حرصـــت على إخـفــائـهـــا عن الأعيــــن .. !
//
حـيـنـمـا أتــقــوقـــع على ذاتـــي أجـيـــد تـرجـمـــة سـكـنـاتــهــا وتلـمــيــحــاتـهـــا
دونـمــا أدنــى جـهــد ..
فـكـيــف لـي لا أجـيــد إقـتــحـامــهــا وســبـْـر أغــوارِهــا وهي غـرســـةٌ قــد أنـبـتـْتُـهـــا في
كـيــانــي وأسـقـيْـتُـــهــا من رحيـــق عـمــري جُـــل إهتمـــامـــي ..!
//
حين أنـفـــرد بـذاتــي تـنـســـاب داخلــي تـيــاراتٍ لاحـصــر لـهــا من الذكـريــات
لأحــداثٍ قــد انـقـضـــت منــذ زمــنٍ سـحـيـــق إلا أنـهــــا قــد غـرســت مخــالبـهــا
في أعمــاقـي حـــد الإدْمــــاء ..
//
أتـنـفـــس بـعـمـــقٍ وصـمــتٍ معــاً ..
أخـشـى أن أُصــدر صــوتــاً فــأسـتـرجــع ذكــرى ذلــك الأنيـــن الــمـوجِـع
الذي طـالمـا عـزفــه قلبـي فـأبكـانـي وأبكيتــه في آنٍ مـعــاً ..
انـتـحـبـنــا ســويــاً فـشــدونــا بمعزوفــةٍ ترنمني وَ تـروقـنـي وقـتـمــا شــئــتُ تــرديــدهــا ويـطـربنـي
مجـرد ذكـراهــا أيـمـــا طـــرب ..
//
أبـصــر أمــامــي صـفـحــةً مـتــلألأةً يـعـلـوهـــا بـريـقُ قـمـرٍ قـد أسـدل جـفــنيـْهِ
على تيـاراتٍ من الميــاه المنسكبة تـعـلو وتـهـبـط وكـأنمـا قـد استحــالـت إلى
قلـبٍ يـنـبـضُ ويـغـدقُ ويـتـدفــقُ في أوجِ ريـعـانــه..
أتــأمــل تـلـك الـصـفـحــة بــهــدوءٍ وتـرقـب ..
أتـأمـل فيهـا مـلامـحــي وسـكـنــاتـــي أشعـر بالدهشـة تـلـو الأخــرى ..
لــ كَـمْ تغــيرتُ كثيــراً .. !
تـبـدد ذلـك البـريـق الـذي كـان يـومــاً يـشــعُ من مُـقـْلـتــايْ واسـتـحـال إلى عـتمـةٍ وســوداويــةٍ
افـتـقــدت تـلك الـحـمـرة التـي تـشـوبُ وجـنـتـــايْ فـتـلـبـسـهـــا حُـلــــة بـهـاءٍ قد غـــدى
الآن صـفــرةً وشـحـوباً حــد الإنـهـيـــــار ..
//
هــائـمــةٌ أنــا وســط أحــرفــي ومـحـبــرتــي..
أتـلـذذ بــذرْف ِالآهـــةِ تــلــو الأخــرى لا أعلــم مـاســر ذلـك الـتـلـــذذ الـقــاســي مــريــر الطـعــم ..
أشـعـر أحيانـا ًبـِــ حـنـيــنٍ جـارفٍ لـطـعـم الآهـــةِ حيــن يـغــادر شفتــايْ فــأُكــررهـا لــربـمــا أحـظــى
بقليــلٍ من ذلـك الإنـتـــشــــاء الأليـــم ..
//
ذات ليـلــةٍ يـتـأجـجُ حــر الصيــف بين أضلعـهـا سكبـت قـهـوتـي الـعـطـريـة وارتـشــفــت مـنـهـــا
رشـفــةً لــم تـكـتـمـــلْ ..
ومكـثــت أرمــقُ قـلـمــي .. أتــأمــلــه .. أكــحــل مـقـلـتــايْ بــه .. أبــادلــه نـظــرات عـشـــقٍ لَـمْ
يـمـنـحــهـــا قيـسٌ ذات يــومٍ لـِــ لُــبْــنـــاهُ ..
يَ إلــهــي لـ كم أنا مُفـْتـتــــنة حـد الثمـــالة !!
لا أعـلــم مـا ســر ذلـك الـعـشـق الـذي اقـتـحـم كياني فأصـبحـت أســيــرةً لــه
يـحـركـنـي كيفـمــا شــاء كــ قــطـــعـةِ شــطـــرنــجٍ ثـــائــرةٍ تحتـضــنُ يـــدَ عـــرابٍ
قــد احـتــرف لـذات الإنـتـصــار ..
//
لــم أخـتــر يومـــاً أن أكــون أنـــــا !!
تبـعـثـرت كـلـيــةً وأنــــا أكتـشــــف ذاتــي الـهــائــمــــة في أنين الـذكريات ..
أتـلـمـسـهـــا بكـلتــا يــدايْ فـتـنـســاب من بين أناملي كــ انـسـيــابِ ذرات الرمــال في قـبـضــةٍ
مـتـهـــاويــة حــد الهــذيـــان ..
//
واتـتـنــي فـكـرةٌ راقــت لـي قـلـمــا يـنـبـثــق عقـلـي المتأجـج بـفـوضـويـتــــهِ بـمـثـلـهــــا ..
أتـيــت بـمــرآءةٍ تحتــوي جزيئــات وتفــاصيــل لي لــم تـسـتـطــع إبـرازهــا صفحــات بحــور الـدنـيــــا
مـــرآءةٌ نسجت فيهـا بسمـاتي ودمعـاتي ..
غضبـي وحلمـي ..
ثـورتـي وسكـونـي ..
رزانـتــي وجـنـونــي ..
وجُلّ ما أُوتيته من أنوثة فطريّة حبانيها الخالق جَلّ وعلا ..
مكـثـت لــبرهــةٍ أتــأمــل كينونتي ..
شـعـرت بــ اللاشعور حينها اكـتـنـفـ أوردتي وَ ذاتي !!
لــم أبـصــر أمـامـي إلا ذراتٍ مـتـطــايــرة من رمـادٍ أزلــيْ لـفـحـتـنــي بـلـهـيـبـهــا ..
قــد اسـتـمـاتـت قــوايْ وخمـدت وقتمــا رَأَيْـتُـنِــــي أتبخــر ..
أتــلاشــى ..
أذوب بـــأكمــلــي وســط قـنـيـنــة حـبــرٍ ..
تـتـنـفـسـنـــي ريــشـــة مـتـمــايـلـــة فـتـنـثــرنــي وســط وريـقــات بـيـضــاء كـيـفـمـا شــاءت ..
قد اسـتـحـالـت آلالامي وضـحكاتـي وآهــاتي وزفــرات أنـفـاسـي إلى
أحــرف مـبـعـثــرة في ديـاجـيــر الــكـــون ..
|