======== 50 ========
إن هذا القرآن يتلى على الناس في هذه الدنيا الحاضرة ، و في هذه الأرض المعهودة ..
و لكنه يعرض مشهد الآخرة كأنه حاضر قريب ، و مشهد الدنيا كأنها ماض بعيد ..
فننسى أن ذلك مشهد سيكون يوم القيامة ، و نستشعر أنه أمامنا اللحظة ماثل ..
و أنه يتحدث عن الدنيا التي كانت كما يتحدث عن التاريخ البعيد .
و ذلك من عجائب التخييل .
======== 51 ========
و إن العكوف على هذا القرآن - في وعي و تدبر لا مجرد التلاوة و الترنم – لينشئ في القلب و العقل من الرؤية الواضحة البعيدة المدى ..
ومن المعرفة المطمئنة المستيقنة ..
و من الحرارة و الحيوية و الانطلاق ..
و من الإيجابية و العزم و التصميم ..
ما لا تدانيه رياضة أخرى أو معرفة أو تجريب .
و إن رؤية حقائق الوجود – من خلال التصور القرآني – و حقائق الحياة ، و رؤية الحياة البشرية و طبيعتها و حاجاتها من خلال التقريرات القرآنية ..
لهي رؤية باهرة واضحة دقيقة عميقة .
تهدي إلى معالجتها و إلى مزاولتها بروح أخرى غير ما توجه إليه سائر التصويرات و التقريرات البشرية .
|