عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2020, 10:08 AM   #48
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 86 ========

لقد كان القرآن يخوض المعركة بالجماعة المسلمة في ميادين كثيرة .

و كان أولها ميدان النفس ضد الهواجس و الوساوس و سوء التصور و رواسب الجاهلية ، و الضعف البشري – حتى و لو لم يكن صادرا عن نفاق أو انحراف – و كان يسوسها بمنهجه الرباني لتصل إلى مرتبة القوة ، ثم إلى مرتبة التناسق في الصف المسلم .

فكان يرسم للمسلمين – بصفة عامة – الخطة العامة للمعركة و هي ما يعرف باسم " إستراتيجية المعركة " ، و أيضا الخطة التنفيذية أو ما يسمى " التاكتيك " .

و هكذا نجد القرآن لا يعلم المسلمين العبادات و الشعائر فحسب و لا يعلمهم الآداب و الأخلاق فحسب – كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين – إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة ..

و يعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية .

و لا يقبل من الفرد المسلم و لا من المجتمع المسلم أقل من أن تكون حياته بجملتها من صنع هذا القرآن و تحت تصرفه و توجيهه .

لا يقبل منهم مناهج متعددة المصادر .

و إلا فلا إيمان أصلا و لا إسلام .

لأن الذين يفعلون ذلك لم يدخلوا بعد في الإيمان ، و لم يعترفوا بعد بأركان الإسلام و في أولها " شهادة أن لا إله إلا الله " التي ينشأ منها أن لا حاكم إلا الله ، و أن لا مشرع إلا الله .

======== 87 ========

القرآن – كتاب الدعوة و دستور هذه الأمة – ينهض بكل الأمور المتعلقة بهذا الدين في صورة شاملة كاملة متوازنة دقيقة .

صورة تجعل من الحتم على كل من يريد إعادة بناء هذه الأمة وإحياءها و بعثها ، لتنهض من جديد بتبعاتها و دورها ، أن يتخذ من هذا القرآن منهجا لدعوته ، و منهجا لحركاته ..

و منهجا لكل خطوة في طريق الإحياء و البعث و إعادة البناء .

و القرآن حاضر لأداء دوره الذي أداه أول مرة .

و هو خطاب الله الباقي للنفس البشرية في كل أطوارها .

لا تنقضي عجائبه و لا يخلق على كثرة الرد .. كما يقول عنه أعرف الناس به – صلى الله عليه و سلم – الذي جاهد به الكفار و المنافقين و أهل الكتاب المنحرفين ..

و أقام به هذه الأمة المتفردة في تاريخ الناس أجمعين .


 


رد مع اقتباس