الدنيا : مزرعة الآخرة
			 
						 
			
			 
 
 بسم الله الرحمن الرحيم 
 
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم 
 
  المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . 
 
   
=================================== 
 
======== {و قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين } الأنعام . 
 
فالدنيا – في التصور الإسلامي – هي مزرعة الآخرة . 
 
و الجهاد في الحياة الدنيا لإصلاح هذه الدنيا ، و رفع الشر و الفساد عنها ، و رد الاعتداء عن سلطان الله فيها ، و دفع الطواغيت و تحقيق العدل و الخير للناس جميعا .. 
 
كل أولئك هو زاد الآخرة ، و هو الذي يفتح للمجاهدين أبواب الجنة ، و يعوضهم عما فقدوا في صراع الباطل ، و ما أصابهم من الأذى . 
 
 
 
======== فكيف يتفق لعقيدة هذه تصوراتها أن يدع أهلها الحياة الدنيا تركد و تأسن ، أو تفسد و تختل ، أو يشيع فيها الظلم و الطغيان ، أو تتخلف في الصلاح و العمران .. 
 
و هم يرجون الآخرة ، و ينتظرون فيها الجزاء من الله . 
 
 
 
======== إن الناس إذا كانوا في فترات من الزمان يعيشون سلبيين ، و يدعون الفساد و الشر و الطغيان و التخلف و الجهالة تغمر حياتهم الدنيا – مع ادعائهم الإسلام – فإنهم هم يصنعون ذلك لأن تصورهم للإسلام قد فسد و انحرف .. 
 
و لأن يقينهم في الآخرة قد تزعزع و ضعف .. 
 
لا لأنهم يدينون بحقيقة هذا الدين ، و يستيقنون من لقاء الله في الآخرة . 
 
فما يستيقن أحد من لقاء الله في الآخرة ، و هو يعي حقيقة هذا الدين ، ثم يعيش في هذه الحياة سلبياً ، أو متخلفاً ، أو راضياً بالشر و الفساد و الطغيان . 
 
 
 
======== و يجب على المسلم أن يجاهد لترقية هذه الحياة و تسخير طاقاتها و قواها و هو يعرف أن هذا واجب الخلافة عن الله فيها . 
 
و يكافح الشر و الفساد و الظلم محتملاً  الأذى و التضحية حتى الشهادة و هو إنما يقدم لنفسه في الآخرة .. 
 
إنه يعلم من دينه أن الدنيا مزرعة الآخرة ، و أن ليس هنالك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا .. 
 
و أن الدنيا صغيرة زهيدة و لكنها من نعمة الله التي يجتاز منها إلى نعمة الله الكبرى . 
 
من أجل ذلك كله لا تستقيم الحياة الإسلامية بدون يقين في الآخرة .
 
 
 
     |