إن هذا الدين لا يقوم إلا بجهد و جهاد ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ، إلى الله مرجعكم جميعا .. } المائدة .
أنتم وحدة منفصلون عمن سواكم ، متضامنون متكافلون فيما بينكم ، فعليكم أنفسكم ..
عليكم أنفسكم فزكوها و طهروها ، و عليكم جماعتكم فالتزموها و لا عليكم أن يضل غيركم إذا أنتم اهتديتم .
======== و على الأمة المسلمة أن تتضامن فيما بينها ، و أن تتناصح و تتواصى ، و أن تهتدي بهدي الله الذي جعل منها أمة مستقلة منفصلة عن الأمم غيرها ..
ثم لا يضيرها بعد ذلك شيئا أن يضل الناس حولها ما دامت هي قائمة على الهدى .
======== إن كون الأمة المسلمة مسؤولة عن نفسها أمام الله لا يضيرها من ضل إذا اهتدت ، لا يعني أنها غير محاسبة على التقصير في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيما بينها أولا ، ثم في الأرض جميعا .
و أول المعروف الإسلام لله و تحكيم شريعته ، و أول المنكر الجاهلية و الاعتداء على سلطان الله و شريعته .
======== إن هذه الآية لا تسقط عن الفرد و لا عن الأمة التبعة في كفاح الشر ، و مقاومة الضلال و محاربة الطغيان .
و أطغى الطغيان الاعتداء على ألوهية الله و اغتصاب سلطانه ، و تعبيد الناس لشريعة غير شريعته ، و هو المنكر الذي لا ينفع الفرد و لا ينفع الأمة أن تهتدي و هذا المنكر قائم .
و عن أبي بكر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يقول : " إن الناس إذا رأوا المنكر و لا يغيرونه يوشك الله عز و جل أن يعمهم بعقابه "
======== كلا و الله .
إن هذا الدين لا يقوم إلا بجهد و جهاد ، و لا يصلح إلا بعمل و كفاح .
و لا بد لهذا الدين من أهل يبذلون جهدهم لرد الناس إليه ، و لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، و لتقرير ألوهية الله في الأرض ، و لإقامة شريعة الله في حياة الناس .
لا بد من جهد .. بالحسنى حين يكون الضالون أفرادا ضالين ، و يحتجون إلى الإرشاد و الإنارة ..
و بالقوة حين تكون القوة الباغية في طريق الناس هي التي تصدهم عن الهدى ، و تعطل دين الله أن يوجد ، و تعوق شريعة الله أن تقوم .
و بعد ذلك – لا قبله – تسقط التبعة عن الذين آمنوا ، و ينال الضالون جزاءهم من الله حين يرجع هؤلاء و هؤلاء إليه .
" إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون "
|