لو سمحت لي سيدتي الفاضلة .. أم سامح
بالتعبير عن وجهة نظري في هذا الموضوع بشكل عام ..
فوجهة نظري هي : إذا كان الأبناء سواء أولاد أو بنات يظهر عليهم
حال الاستقامة وحسن الخلق والابتعاد عن المنكرات، فليس للوالدين
ولا لغيرهما الحق في تفتيش ممتلكاتهم الشخصية، لأن ذلك يدخل في
سوء الظن والتجسس, وقد نهى الله عز وجل عنهما بقوله :
( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن
إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ... )
أما إذا وجد الوالدان سلوكاً مريباً على الأبناء فأنا أنصح بأن يقوما
بين الفينة والأخرى بتفتيش ممتلكات ابنائهم سواء كانت بنت أو ولد،
فالشيطان ما زال حياً وقد يزين لهم طريق السلوك الخاطىء أو المحرم,
وهذا من المسئولية التي أوجبها الله على الوالدين تجاه أبنائهم ..
ولا شك بأن هناك الكثير من الأبناء والبنات كان سبب حسن أخلاقهم
وهدايتهم وبعدهم عن الطريق الضال يقظة والديهم أو ولي أمرهم،
حيث بتلك اليقظة يتم القضاء على المنكر في أولّه، وأيضاً يكون
من السهل القضاء عليه طالما كان في بدايته، ولكن لو تأخرا في
ذلك وامتدت الفترة الزمنية سيكون الأمر أصعب بكثير ..
وأنا على يقين بأن أي شاب فاسد أو بنت فاسدة حتماً سيتمنون أن
والديهم راقبوهم من بداية الأمر قبل أن يتمكن منهم الخطأ أو المنكر
الذي أوصلهم إلى هذا الحال ..
ولكن نصيحتي للوالدين أو الأخ الأكبر أن يقوما بذلك دون أن يشعر
الأبناء بذلك لأسباب عدة, منها حتى لا يتم الحذر من قبل الأبناء
فيحرصون على إخفاء ما يرتاب فيه بعيداً عن عيون والديهم,, وأيضاً
حتى لا يشعر الأبناء بعدم ثقة والديهم فيهم ..
عن أبي سعيد الخدري قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( مَن رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه،
فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ) "رواه مسلم"
~ ~ ~ ~ ~
شاكر ومقدر لكِ أختي الكريمة حسن اختيارك في
طرح المواضيع الهادفة ..
وتقبلي مني أجمل التحايا وفائق التقدير ..