متضامناً لاثبات خلق سواه حتى ينزه نفسه عنه والآية مذكورة بعد قوله :
( فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ )
وكما خلقهم اختار منهم هؤلاء, وهذا الاختيار رجع إلى حكمته سبحانه
وعلمه بمن هو أهل له لا إلى اختيار هؤلاء واقتراحاتهم ..
وهذا الاختيارالعام من أعظم آيات ربوبيته, وأكبر شواهد وحدانيته,
وصفات كماله وصدق رسله ..
ومن هذا أختياره من الملائكة المصطفين منهم
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم :
والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما
اختلفت من الحق بإذنك أنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
كذالك اختياره سبحانه الأنبياء من ولد آدم واختياره الرسل منهم,
واختياره أولى العزم منهم, وهم الخمسة المذكورون في سورتي الاحزاب
والشورى, واختياره منهم الخليلين إبراهيم ومحمداً صلى الله عليهما وسلم
ومن هذا أختياره سبحانه ولد إسماعيل من أجناس بنى آدم, ثم اختار
منهم بني كنانة من خزيمة, ثم اختار من لد كنانة قريشاً, ثم اختار من
قريش بنى هاشم, ثم اختار من بنى هاشم, سيد ولد آدم محمداً صلى
الله عليه وسلم, وأختار أمته على سائر الأمم ..
وفى مسند البزار من حديث أبى الدرداء
إن الله سبحانه قال لعيسى بن مريم :
إنى باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم
ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم, قال رب كيف هذا
ولا حلم ولا علم قال :
أعطيهم من حلمى وعلمى
فسبحان من بهرت حكمته العقول
تحياتي
الفاروق عمر