بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 188
|
تاريخ التسجيل : Jul 2009
|
أخر زيارة : 07-18-2013 (04:52 AM)
|
المشاركات :
4,288 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
(الرزق) في اللغة العربية هو ما ينتفع به من النعم, والجمع ( أرزاق ) , و ( الرزق ) أيضا هو العطاء الجاري دنيويا كان أم أخرويا, وهو كذلك النصيب المقسوم للإنسان فيصل إلي يده سواء كان مما يصل إلي الجوف ويتغذي به,أو يكتسي ويتزين به, أو يتجمل به من مثل الخلق الحسن والعلم النافع يقال : ( رزقه) الله ( يرزقه) ( رزقا) بكسر الراء,( والمصدر الحقيقي فتح الراء), والإسم يوضع موضع المصدر, و(ارتزق) بمعني أخذ( رزقه), و(الرزقة) ما يعطي دفعة واحدة, وقد تأتي لفظة( الرزق) بمعني ( شكر الرزق) من مثل قوله ( تعالي) :
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ( الواقعة:82) أي تجعلون نصيبكم من النعمة أو شكركم عليها أنكم تكذبون رسالات ربكم.
ويقال رجل( مرزوق) أي مجدود( محظوظ), وقد يعتبر كل من المال والولد والجاه والعلم من( الرزق), كما قد يسمي المطر( رزقا), ويمكن أن يحمل( الرزق) علي العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل, وكل ما يخرج من الأرض أو ينزل من السماء, و (الرازق) هو الله تعالي خالق ( الرزق) ومعطيه, ومسببه, وموزعه بالقسط, وإن كانت هذه الصفة يمكن أن تستخدم للبشر, أما ( الرزاق) فهو اسم من أسماء الله الحسني وصفة من صفاته العليا لا يوصف بها غيره( سبحانه وتعالي).
وعن( السماء) فهي اسم مشتق من( السمو) بمعني الارتفاع والعلو, تقول: ( سما) , ( يسمو) ( سموا) فهو( سام) بمعني علا, يعلو علوا, فهو عال, أي مرتفع, وذلك لأن السين والميم والواو أصل يدل علي الارتفاع والعلو, يقال : ( سموت) و(سميت) بمعني علوت وعليت للتنويه بالرفعة والعلو, وعلي ذلك فإن سماء كل شيء أعلاه, ولذلك قيل لسقف البيت سماء لارتفاعه, وقيل للسحاب سماء لعلوه, واستعير اللفظ للمطر بسبب نزوله من السماء, وللعشب لارتباط منبته بنزول ماء السماء, ومن هنا قيل : ( كل ما علاك فأظلك فهو سماء).
ولفظة ( السماء) في العربية تذكر وتؤنث ( وإن كان تذكيرها يعتبر شاذا) , وجمعها ( سماوات), وهناك صيغ أخري لجمعها ولكنها غريبة.
رزق السماء في القرآن الكريم
ورد الفعل ( رزق) بمشتقاته في كتاب الله مائة وثلاثا وعشرين (123) مرة, تنسب الرزق إلي الله تعالي, وإن كان بعضها يشير إلي إمكانية أن يرزق الإنسان غيره من البشر أو يتصدق علي الحيوان, ومنها ما يشير إلي الرزق بمعني ما يطعم وما يشرب, أو بمعني المال, أو العلم, أو الجاه والسلطان, أو الأولاد والبنات والزوجات الصالحات. أو ما تنتجه الأرض من ثمار, أو ما يرزق الله من بهيمة الأنعام, أو من المطرأو من غير ذلك من الثروات الأرضية منها والسماوية, أو من الأرزاق الاخروية من مثل رزق الشهداء عند ربهم, ورزق أهل الجنة في الجنة, وفي ذلك يقول ربنا( تبارك وتعالي) :
ويعيدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون*
( النحل:73 )
أي ويعبدون من دون الله من هم ليسوا بسبب في رزق بوجه من الوجوه لا من السماء ولا من الأرض لأنهم لا يستطيعون ذلك أبدا.
وفي عطاء كل من الشهداء وغيرهم من أهل الجنة يقول الحق( تبارك وتعالي) :
ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون*
(آل عمران:169)
أي يفيض الله( تعالي) عليهم من نعمه الأخروية, وذلك من مثل قوله( تعالي) :
.... ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا*( مريم:62) وتؤكد الآيات القرآنية العديدة أن( الرازق) هو الله( تعالي) لأنه خالق الرزق, ومسببه, ومعطيه, وموزعه بعلمه وحكمته, وقد يستخدم الوصف مجازا للإنسان الذي يكون سببا في وصول الرزق إلي يد غيره, أما( الرزاق) فهو من أسماء الله الحسني, ووصف لا يليق إلا بجلال الله( تعالي), ولا يجوز أن يقال لغيره( سبحانه وتعالي), وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي) : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين*
(الذاريات:58)
ويقول( عز من قائل) :
.... ولله خزائن السماوات والأرض...* ( المنافقون:7)
ويقول( سبحانه ) :
قل من يرزقكم من السماء والأرض....*
(يونس :31 )
ويعتب ربنا ( تبارك وتعالي) علي الذين ينعمون في رزقه ويكفرونه أو يشركون به غيره فيقول( عز من قائل) :
أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون*( الطور:37)
أما عن لفظة( السماء) فقد وردت في القرآن الكريم في ثلاثمائة وعشرة مواضع, منها مائة وعشرون بالإفراد( السماء) , ومائة وتسعون بالجمع( السماوات) .
والسماء ترد في القرآن الكريم بمعني الغلاف الغازي للأرض بسحبه ورياحه وكسفه, كما ترد بمعني السماء الدنيا التي قد زينها ربنا ( تبارك وتعالي) بزينة الكواكب والنجوم والبروج, كما ترد بمعني السماوات السبع.
كذلك جاءت الإشارة القرآنية إلي السماوات والأرض وما بينهما في عشرين موضعا من كتاب الله, ويبدو أن المقصود بذلك هو أيضا الغلاف الغازي للأرض بصفة عامة, والجزء الأسفل منه ــ بصفة خاصة ــ وذلك لقول الحق( تبارك وتعالي) :
... والسحاب المسخر بين السماء والأرض.....*
(البقرة:164)
والسحاب يتحرك في نطاق المناخ الذي يحوي أغلب مادة الغلاف الغازي(75% بالكتلة) , والقرآن الكريم يشير في أكثر من موقع إلي انزال الماء من السماء, وواضح الأمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب أو النطاق المحتوي علي السحاب, والمعروف علميا بنطاق التغيرات الجوية, والذي يقول فيه ربنا( تبارك وتعالي):
(1) الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وأنتم تعلمون*( البقرة:22)
(2)...... وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها, وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون*( البقرة:164)
(3) وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء..*( الأنعام:99)
(4)... وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به....*( الأنفال:11)
(5) إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء...*( يونس:24)
(6) وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي...*( هود:44)
(7)... يرسل السماء عليكم مدرارا...*
( هود:52)
والآيات القرآنية بهذا المعني أكثر من أن تحصي في هذا المقام, وكذلك الآيات التي تشير إلي السماء الدنيا وزينتها, وتلك التي تلمح إلي السماوات العلا.
آراء المفسرين
في تفسير قول الحق( تبارك وتعالي) :
وفي السماء رزقكم وما توعدون*
ذكر ابن كثير( يرحمه الله) ما نصه: وفي السماء رزقكم, يعني المطر,( وما توعدون) يعني الجنة, قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد.
وذكر صاحبا الجلالين ( يرحمهما الله) : ( وفي السماء رزقكم) أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق,( وما توعدون) من الماء والثواب والعقاب أي: مكتوب ذلك في السماء) .
وذكر صاحب الظلال( يرحمه الله) ما نصه:.. وهي لفتة عجيبة, فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض, حيث يكد فيها الإنسان ويجهد, وينتظر من ورائها الرزق والنصيب, فإن القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلي السماء, إلي الغيب, إلي الله, ليتطلع هناك إلي الرزق المقسوم والحظ المرسوم, أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة, فهي آيات للموقنين, آيات ترد القلب إلي الله ليتطلع إلي الرزق من فضله, وتتخلص من أثقال الأرض وأوهام الحرص, والأسباب الظاهرة للرزق, فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلي المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب.
والقلب المؤمن يدرك هذه اللفتة علي حقيقتها, ويفهمها علي وضعها, ويعرف أن المقصود بها ليس هو إهمال الأرض وأسبابها, فهو مكلف بالخلافة فيها وتعميرها, إنما المقصود هو الا يعلق نفسه بها, والا يغفل عن الله في عمارتها, ليعمل في الأرض وهو يتطلع إلي السماء, وليأخذ بالأسباب, وهو يستيقن أنها ليست هي التي ترزقه, فرزقه مقدر في السماء, وما وعده الله لابد أن يكون.
بذلك ينطلق قلبه من إسار الأسباب الظاهرة في الأرض, بل يرف بأجنحة من هذه الأسباب إلي ملكوت السماوات, حين يري في الأسباب آيات تدله علي خالق الأسباب, ويعيش موصولا قلبه بالسماء, وقدماه ثابتتان علي الأرض, فهكذا يريد الله لهذا الإنسان, هكذا يريد الله لذلك المخلوق الذي جبله من الطين, ونفخ فيه من روحه فإذا هو مفضل علي كثير من العالمين.
والإيمان هو الوسيلة لتحقيق ذلك الوضع الذي يكون فيه الإنسان في أفضل حالاته, لأنه يكون حينئذ في الحالة التي أنشأه الله لها: فطرة الله التي فطر الناس عليها, قبل أن يتناولها الفساد والإنحراف.
وبعد هذه اللمسات الثلاث في الأرض والنفس والسماء, يقسم الله سبحانه بذاته العلية علي صدق هذا الحديث كله : ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون.
وذكر مخلوف( يرحمه الله) : ( وفي السماء رزقكم) أي سبب رزقكم وهو المطر, والسماء: السحاب , ( وما توعدون) أي وفي السماء مكتوب ما توعدون به من الثواب والعقاب, والبعث والخير والشر.
وذكر الصابوني( أمد الله في عمره) : أي وفي السماء أسباب رزقكم ومعاشكم, وهو المطر الذي به حياة البلاد والعباد, وما توعدون به من الثواب والعقاب مكتوب كذلك في السماء; قال الصاوي: والآية قصد بها الامتنان والوعد والوعيد.
وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم( أثابهم الله) :
وفي السماء أمر رزقكم وتقدير ما توعدون.
رزق السماء في العلوم الكونية
من منظور العلوم الكونية يمكن فهم دلالات التعبير القرآني وفي السماء رزقكم وما توعدون.
في الأطر التالية:
أولا: في إطار فهم السماء بنطاق التغيرات الجوية:
فإن رزق السماء يفهم علي أنه المطر الذي نرتوي به ونروي زروعنا منه, وهو غاز الاوكسجين الذي نتنفسه نحن وجميع الحيوانات, وثاني أكسيد الكربون الذي تتنفسه النباتات وغير ذلك من الغازات النافعة وهنا ينحصر مفهوم السماء بالنطاق الأسفل من نطق الغلاف الغازي للأرض والمعروف باسم نطاق التغيرات الجوية
(Thetroposphere),
تاااااااااااابع
|