عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2011, 05:49 PM   #2
$$ قلبي مملكة $$


الصورة الرمزية $$ قلبي مملكة $$
$$ قلبي مملكة $$ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 188
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 07-18-2013 (04:52 AM)
 المشاركات : 4,288 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



(‏الرزق‏)‏ في اللغة العربية هو ما ينتفع به من النعم‏,‏ والجمع ‏(‏ أرزاق ‏) ,‏ و ( ‏الرزق ‏)‏ أيضا هو العطاء الجاري دنيويا كان أم أخرويا‏,‏ وهو كذلك النصيب المقسوم للإنسان فيصل إلي يده سواء كان مما يصل إلي الجوف ويتغذي به‏,‏أو يكتسي ويتزين به‏,‏ أو يتجمل به من مثل الخلق الحسن والعلم النافع يقال‏ : (‏ رزقه‏)‏ الله ‏(‏ يرزقه‏) (‏ رزقا‏)‏ بكسر الراء‏,(‏ والمصدر الحقيقي فتح الراء‏),‏ والإسم يوضع موضع المصدر‏,‏ و‏(‏ارتزق‏)‏ بمعني أخذ‏(‏ رزقه‏),‏ و‏(‏الرزقة‏)‏ ما يعطي دفعة واحدة‏,‏ وقد تأتي لفظة‏(‏ الرزق‏)‏ بمعني ‏(‏ شكر الرزق‏)‏ من مثل قوله ‏(‏ تعالي‏) :‏
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ‏(‏ الواقعة‏:82)‏ أي تجعلون نصيبكم من النعمة أو شكركم عليها أنكم تكذبون رسالات ربكم‏.‏
ويقال رجل‏(‏ مرزوق‏)‏ أي مجدود‏(‏ محظوظ‏),‏ وقد يعتبر كل من المال والولد والجاه والعلم من‏(‏ الرزق‏),‏ كما قد يسمي المطر‏(‏ رزقا‏),‏ ويمكن أن يحمل‏(‏ الرزق‏)‏ علي العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل‏,‏ وكل ما يخرج من الأرض أو ينزل من السماء‏,‏ و ‏(‏الرازق‏)‏ هو الله تعالي خالق ‏(‏ الرزق‏)‏ ومعطيه‏,‏ ومسببه‏,‏ وموزعه بالقسط‏,‏ وإن كانت هذه الصفة يمكن أن تستخدم للبشر‏,‏ أما‏ (‏ الرزاق‏)‏ فهو اسم من أسماء الله الحسني وصفة من صفاته العليا لا يوصف بها غيره‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏
وعن‏(‏ السماء‏)‏ فهي اسم مشتق من‏(‏ السمو‏)‏ بمعني الارتفاع والعلو‏,‏ تقول‏: (‏ سما‏) , (‏ يسمو‏) (‏ سموا‏)‏ فهو‏(‏ سام‏)‏ بمعني علا‏,‏ يعلو علوا‏,‏ فهو عال‏,‏ أي مرتفع‏,‏ وذلك لأن السين والميم والواو أصل يدل علي الارتفاع والعلو‏,‏ يقال ‏: (‏ سموت‏)‏ و‏(‏سميت‏)‏ بمعني علوت وعليت للتنويه بالرفعة والعلو‏,‏ وعلي ذلك فإن سماء كل شيء أعلاه‏,‏ ولذلك قيل لسقف البيت سماء لارتفاعه‏,‏ وقيل للسحاب سماء لعلوه‏,‏ واستعير اللفظ للمطر بسبب نزوله من السماء‏,‏ وللعشب لارتباط منبته بنزول ماء السماء‏,‏ ومن هنا قيل ‏: (‏ كل ما علاك فأظلك فهو سماء‏).‏
ولفظة ‏(‏ السماء‏)‏ في العربية تذكر وتؤنث ‏(‏ وإن كان تذكيرها يعتبر شاذا‏) ,‏ وجمعها ‏(‏ سماوات‏),‏ وهناك صيغ أخري لجمعها ولكنها غريبة‏.‏
رزق السماء في القرآن الكريم
ورد الفعل‏ (‏ رزق‏)‏ بمشتقاته في كتاب الله مائة وثلاثا وعشرين ‏(123)‏ مرة‏,‏ تنسب الرزق إلي الله تعالي‏,‏ وإن كان بعضها يشير إلي إمكانية أن يرزق الإنسان غيره من البشر أو يتصدق علي الحيوان‏,‏ ومنها ما يشير إلي الرزق بمعني ما يطعم وما يشرب‏,‏ أو بمعني المال‏,‏ أو العلم‏,‏ أو الجاه والسلطان‏,‏ أو الأولاد والبنات والزوجات الصالحات‏.‏ أو ما تنتجه الأرض من ثمار‏,‏ أو ما يرزق الله من بهيمة الأنعام‏,‏ أو من المطرأو من غير ذلك من الثروات الأرضية منها والسماوية‏,‏ أو من الأرزاق الاخروية من مثل رزق الشهداء عند ربهم‏,‏ ورزق أهل الجنة في الجنة‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏) :‏
ويعيدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون‏*‏
‏(‏ النحل‏:73 )‏
أي ويعبدون من دون الله من هم ليسوا بسبب في رزق بوجه من الوجوه لا من السماء ولا من الأرض لأنهم لا يستطيعون ذلك أبدا‏.‏
وفي عطاء كل من الشهداء وغيرهم من أهل الجنة يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏) :‏
ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون‏*‏
‏(‏آل عمران‏:169)‏
أي يفيض الله‏(‏ تعالي‏)‏ عليهم من نعمه الأخروية‏,‏ وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالي‏) :‏
‏....‏ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏*(‏ مريم‏:62)‏ وتؤكد الآيات القرآنية العديدة أن‏(‏ الرازق‏)‏ هو الله‏(‏ تعالي‏)‏ لأنه خالق الرزق‏,‏ ومسببه‏,‏ ومعطيه‏,‏ وموزعه بعلمه وحكمته‏,‏ وقد يستخدم الوصف مجازا للإنسان الذي يكون سببا في وصول الرزق إلي يد غيره‏,‏ أما‏(‏ الرزاق‏)‏ فهو من أسماء الله الحسني‏,‏ ووصف لا يليق إلا بجلال الله‏(‏ تعالي‏),‏ ولا يجوز أن يقال لغيره‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏) :‏ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين‏*‏
‏(‏الذاريات‏:58)‏
ويقول‏(‏ عز من قائل‏) :‏
‏....‏ ولله خزائن السماوات والأرض‏...* (‏ المنافقون‏:7)‏
ويقول‏(‏ سبحانه‏ ) :‏
قل من يرزقكم من السماء والأرض‏....*‏
‏(‏يونس‏ :31 )‏
ويعتب ربنا‏ (‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي الذين ينعمون في رزقه ويكفرونه أو يشركون به غيره فيقول‏(‏ عز من قائل‏) :‏
أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون‏*(‏ الطور‏:37)‏
أما عن لفظة‏(‏ السماء‏)‏ فقد وردت في القرآن الكريم في ثلاثمائة وعشرة مواضع‏,‏ منها مائة وعشرون بالإفراد‏(‏ السماء‏) ,‏ ومائة وتسعون بالجمع‏(‏ السماوات‏) .‏
والسماء ترد في القرآن الكريم بمعني الغلاف الغازي للأرض بسحبه ورياحه وكسفه‏,‏ كما ترد بمعني السماء الدنيا التي قد زينها ربنا ‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بزينة الكواكب والنجوم والبروج‏,‏ كما ترد بمعني السماوات السبع‏.‏
كذلك جاءت الإشارة القرآنية إلي السماوات والأرض وما بينهما في عشرين موضعا من كتاب الله‏,‏ ويبدو أن المقصود بذلك هو أيضا الغلاف الغازي للأرض بصفة عامة‏,‏ والجزء الأسفل منه ــ بصفة خاصة ــ وذلك لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏) :‏
‏...‏ والسحاب المسخر بين السماء والأرض‏.....*‏
‏(‏البقرة‏:164)‏
والسحاب يتحرك في نطاق المناخ الذي يحوي أغلب مادة الغلاف الغازي‏(75%‏ بالكتلة‏) ,‏ والقرآن الكريم يشير في أكثر من موقع إلي انزال الماء من السماء‏,‏ وواضح الأمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب أو النطاق المحتوي علي السحاب‏,‏ والمعروف علميا بنطاق التغيرات الجوية‏,‏ والذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏(1)‏ الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وأنتم تعلمون‏*(‏ البقرة‏:22)‏
‏(2)......‏ وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها‏,‏ وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون‏*(‏ البقرة‏:164)‏
‏(3)‏ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء‏..*(‏ الأنعام‏:99)‏
‏(4)...‏ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به‏....*(‏ الأنفال‏:11)‏
‏(5)‏ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء‏...*(‏ يونس‏:24)‏
‏(6)‏ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي‏...*(‏ هود‏:44)‏
‏(7)...‏ يرسل السماء عليكم مدرارا‏...*‏
‏(‏ هود‏:52)‏
والآيات القرآنية بهذا المعني أكثر من أن تحصي في هذا المقام‏,‏ وكذلك الآيات التي تشير إلي السماء الدنيا وزينتها‏,‏ وتلك التي تلمح إلي السماوات العلا‏.‏
آراء المفسرين
في تفسير قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏) :‏
وفي السماء رزقكم وما توعدون‏*‏
ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:‏ وفي السماء رزقكم‏,‏ يعني المطر‏,(‏ وما توعدون‏) ‏ يعني الجنة‏,‏ قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد‏.‏
وذكر صاحبا الجلالين‏ (‏ يرحمهما الله‏) : (‏ وفي السماء رزقكم‏)‏ أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق‏,(‏ وما توعدون‏)‏ من الماء والثواب والعقاب أي‏:‏ مكتوب ذلك في السماء‏) .‏
وذكر صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:..‏ وهي لفتة عجيبة‏,‏ فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض‏,‏ حيث يكد فيها الإنسان ويجهد‏,‏ وينتظر من ورائها الرزق والنصيب‏,‏ فإن القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلي السماء‏,‏ إلي الغيب‏,‏ إلي الله‏,‏ ليتطلع هناك إلي الرزق المقسوم والحظ المرسوم‏,‏ أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة‏,‏ فهي آيات للموقنين‏,‏ آيات ترد القلب إلي الله ليتطلع إلي الرزق من فضله‏,‏ وتتخلص من أثقال الأرض وأوهام الحرص‏,‏ والأسباب الظاهرة للرزق‏,‏ فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلي المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب‏.‏
والقلب المؤمن يدرك هذه اللفتة علي حقيقتها‏,‏ ويفهمها علي وضعها‏,‏ ويعرف أن المقصود بها ليس هو إهمال الأرض وأسبابها‏,‏ فهو مكلف بالخلافة فيها وتعميرها‏,‏ إنما المقصود هو الا يعلق نفسه بها‏,‏ والا يغفل عن الله في عمارتها‏,‏ ليعمل في الأرض وهو يتطلع إلي السماء‏,‏ وليأخذ بالأسباب‏,‏ وهو يستيقن أنها ليست هي التي ترزقه‏,‏ فرزقه مقدر في السماء‏,‏ وما وعده الله لابد أن يكون‏.‏
بذلك ينطلق قلبه من إسار الأسباب الظاهرة في الأرض‏,‏ بل يرف بأجنحة من هذه الأسباب إلي ملكوت السماوات‏,‏ حين يري في الأسباب آيات تدله علي خالق الأسباب‏,‏ ويعيش موصولا قلبه بالسماء‏,‏ وقدماه ثابتتان علي الأرض‏,‏ فهكذا يريد الله لهذا الإنسان‏,‏ هكذا يريد الله لذلك المخلوق الذي جبله من الطين‏,‏ ونفخ فيه من روحه فإذا هو مفضل علي كثير من العالمين‏.‏
والإيمان هو الوسيلة لتحقيق ذلك الوضع الذي يكون فيه الإنسان في أفضل حالاته‏,‏ لأنه يكون حينئذ في الحالة التي أنشأه الله لها‏:‏ فطرة الله التي فطر الناس عليها‏,‏ قبل أن يتناولها الفساد والإنحراف‏.‏
وبعد هذه اللمسات الثلاث في الأرض والنفس والسماء‏,‏ يقسم الله سبحانه بذاته العلية علي صدق هذا الحديث كله‏ : (‏ فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون‏.‏
وذكر مخلوف‏(‏ يرحمه الله‏) : (‏ وفي السماء رزقكم‏)‏ أي سبب رزقكم وهو المطر‏,‏ والسماء‏:‏ السحاب ‏, (‏ وما توعدون‏)‏ أي وفي السماء مكتوب ما توعدون به من الثواب والعقاب‏,‏ والبعث والخير والشر‏.‏
وذكر الصابوني‏(‏ أمد الله في عمره‏) :‏ أي وفي السماء أسباب رزقكم ومعاشكم‏,‏ وهو المطر الذي به حياة البلاد والعباد‏,‏ وما توعدون به من الثواب والعقاب مكتوب كذلك في السماء‏;‏ قال الصاوي‏:‏ والآية قصد بها الامتنان والوعد والوعيد‏.‏
وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ أثابهم الله‏) :‏
وفي السماء أمر رزقكم وتقدير ما توعدون‏.‏
رزق السماء في العلوم الكونية
من منظور العلوم الكونية يمكن فهم دلالات التعبير القرآني وفي السماء رزقكم وما توعدون‏.‏
في الأطر التالية‏:‏
أولا‏:‏ في إطار فهم السماء بنطاق التغيرات الجوية‏:‏
فإن رزق السماء يفهم علي أنه المطر الذي نرتوي به ونروي زروعنا منه‏,‏ وهو غاز الاوكسجين الذي نتنفسه نحن وجميع الحيوانات‏,‏ وثاني أكسيد الكربون الذي تتنفسه النباتات وغير ذلك من الغازات النافعة وهنا ينحصر مفهوم السماء بالنطاق الأسفل من نطق الغلاف الغازي للأرض والمعروف باسم نطاق التغيرات الجوية
‏(Thetroposphere),‏




تاااااااااااابع


 
 توقيع : $$ قلبي مملكة $$





لي قلب " مايحقد ولايحسد ولايغتاب "

لان الناس من تخطي لها رب يجازيها

ولا أندم على البايع ولا أحزن على اللعاب

" وناس ماتقدرني أطنشها وأجافيها "


رد مع اقتباس