======== 21 ========
جاء القرآن يبين أن منهج محمد – صلى الله عليه و سلم – و منهج القرآن غير منهج الشعراء و منهج الشعر أصلاً .
فإن هذا القرآن يستقيم على نهج واضح ، و يدعو إلى غاية محددة ، و يسير في طريق مستقيم إلى هذه الغاية .
و الرسول – صلى الله عليه و سلم – لا يقول اليوم قولا ينقضه غداً ، و لا يتبع أهواء و انفعالات متقلبة .
إنما يصر على دعوة ، و يثبت على عقيدة ، و يدأب على منهج لا عوج فيه .
و الشعراء ليسوا كذلك .
تتحكم فيهم مشاعرهم و تقودهم إلى التعبير عنها كيفما كانت .
و يرون الأمر الواحد في لحظة أسود و في لحظة أبيض .
يرضون فيقولون قولا ، و يسخطون فيقولون قولا آخر .
ثم هم أصحاب أمزجة لا تثبت على حال .
======== 22 ========
إن في القرآن كنوزا ضخمة من الهدى و المعرفة و الحركة و التوجيه .
و الإيمان هو مفتاح هذه الكنوز .
و لن تفتح كنوز القرآن إلا بمفتاح الإيمان .
و الذين آمنوا حق الإيمان حققوا الخوارق بهذا القرآن .
فاما حين أصبح القرآن كتابا يترنم به المترنمون بآياته ، فتصل إلى الآذان و لا تتعداها إلى القلوب .
فإنه لم يصنع شيئا .
و لم ينتفع به أحد .
لقد ظل كنزاً بلا مفتاح .