و أوفوا الكيل إذا كلتم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .==================================
======== { و أوفوا الكيل إذا كلتم و زنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير و أحسن تأويلا } الإسراء .
و إيفاء الكيل و الاستقامة في الوزن ، أمانة في التعامل ، و نظافة في القلب ، يستقيم بهما التعامل في الجماعة ، و تتوافر بهما الثقة في النفوس ، و تتم بهما البركة في الحياة .
" ذلك خير و أحسن تأويلا "
خير في الدنيا و أحسن مآلا في الآخرة .
و الرسول – صلى الله عليه و سلم – يقول :
" لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ، ليس به إلا مخافة الله ، إلا أبدله الله به في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير من ذلك " .
======== و الطمع في الكيل و الوزن قذارة و صغار في النفس ، و غش وخيانة في التعامل تتزعزع بهما الثقة ، و ييتبعها الكساد ، و تقل بهما البركة في محيط الجماعة ..
فيرتد هذا على الأفراد و هم يحسبون أنهم كاسبون بالتطفيف .
و هو كسب ظاهري و وقتي ، لأن الكساد في الجماعة يعود على الأفراد بعد حين .
و هذه الحقيقة أدركها بعيدو النظر في عالم التجارة فاتبعوها ، و لم يكن الدافع الأخلاقي ، أو الحافز الديني هو الباعث عليها ، بل مجرد إدراكها في واقع السوق بالتجربة العملية .
======== و الفارق بين ن يلتزم إيفاء الكيل و الميزان تجارة ، و من يلتزمه اعتقادا ..
أن هذا يحقق أهداف ذاك ، و يزيد عليه نظافة القلب و التطلع في نشاطه العملي إلى آفاق أعلى من الأرض ، و أوسع في تصور الحياة و تذوقها .
و هكذا يحقق الإسلام دائما أهداف الحياة العملية و هو ماض في طريقه إلى آفاقه الوضيئة و آماده البعيدة و مجالاته الرحيبة .
|