يومئذ يصدر الناس أشتاتا ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .==================================
======== { يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره } الزلزلة .
و في لمحة نرى مشهد القيام من القبور ..
نرى مشهدهم شتيتا منبعثا من أرجاء الأرض " كأنهم جراد منتشر " ..
وهو شهد لا عهد للإنسان به كذلك من قبل ، مشهد الخلائق في أجيالها جميعا تنبعث من هنا و من هناك " يوم تشقق الأرض عنهم سراعا " ..
و حيثما امتد البصر رأى شبحا ينبعث ثم ينطلق مسرعا لا يلوي على شيء و لا ينظر وراءه و لا حواليه " مهطعين إلى الداع " ممدودة رقابهم ، شاخصة أبصارهم " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه "
إنه مشهد لا تعبر عن صفته لغة البشر . هائل مروّع . مفزع . مرعب . مذهل ...
======== يومئذ يصدر الناس أشتاتا ، ليرو أعمالهم .
و هذه أشد و أدهى ..
إنهم ذاهبون إلى حيث تعرض عليهم أعمالهم ، ليواجهها ، و يواجهوا جزاءها .
و مواجهة الإنسان لعمله قد تكون أحيانا أقصى من كل جزاء .
و إن من عمله ما يهرب من مواجهته بينه و بين نفسه ، و يشيح بوجهه عنه لشناعته حين يتمثل له في نوبة من نوبات الندم و لذع الضمير .
فكيف به و هو يواجه بعمله على رؤؤس الأشهاد ، في حضرة الجليل العظيم الجبار المتكبر .
======== فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره .
فهذه أو ما يشبهها من ثقل ، من خير أو شر تحضر و يراها صاحبها و يجد جزاءها .
عندئذ لا يحقر الإنسان شيئا من عمله خيرا كان أو شرا .
إنما يرتعش وجدانه أمام كل عمل من أعماله ارتعاشة ذلك الميزان الدقيق الذي ترجح به الذرة أو تشيل .
إن هذا الميزان لم يوجد له نظير أو شبيه بعد في الأرض .. إلا في القلب المؤمن .
|