عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2019, 11:05 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .


=========================================== { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } الحاقة .

فالكل مكشوف . مكشوف الجسد . مكشوف النفس . مكشوف الضمير . مكشوف العمل . مكشوف المصير .

و تسقط جميع الأستار التي كانت تحجب الأسرار ، و تتعرى النفوس تعري الأجساد ، و تبرز الغيوب بروز الشهود ..

و يتجرد الإنسان من حيطته و من مكره و من تدبيره و من شعوره و يفتضح منه ما كان حريصاً على أن يستره حتى عن نفسه .



======== و ما أقسى الفضيحة على الملأ و ما أخزها على عيون الجموع .

أما عين الله فكل خافية مكشوفة لها في كل آن . و لكن لعل الإنسان لا يشعر بهذا حق الشعور و هو مخدوع بستور الأرض فها هو ذا يشعر به كاملاً و هو مجرد في يوم القيامة .

و كل شيء بارز في الكون كله . الأرض مدكوكة مسواة لا نحجب شيئا وراء نتوء و لا بروز ، و السماء متشققة واهية لا تحجب وراءها شيئاً ، و الأجسام معراة لا يسترها شيء و النفوس كذلك مكشوفة ليس من دونها ستر و ليس فيها سر .



======== ألا إنه لأمر عصيب . أعصب من دك الأرض و الجبال ، و أشد من تشقق السماء ..

وقوف الإنسان عريان الجسد ، عريان النفس ، عريان المشاعر عريان التاريخ ، عريان العمل ما ظهر منه و ما استتر أمام تلك الحشود الهائلة من خلق الله ، وتحت جلال الله و عرشه المرفوع فوق الجميع .



======== و إن الإنسان ليصنع أشد مما تصنعه القوقعة الرخوة الهلامية حين تتعرض لوخزة إبرة فتنطوي سريعاً و تنكمش داخل القوقعة و تغلق على نفسها تماماً .

إن الإنسان ليصنع أشد من هذا حين يحس أن عيناً تدسست عليه فكشفت منه شيئاً مما يخفيه ، و يشعر بقدر عنيف من الألم الواخز حين يطلع عليه أحد في خلوة من خلواته الشعورية .



======== فكيف بهذا المخلوق و هو عريان . عريان حقاً . عريان الجسد و القلب و الشعور و النية و الضمير ..

عريان من كل ساتر .. عريان .

كيف به و هو كذلك تحت عرش الجبار و أمام الحشد الزاخر بلا ستار ؟ .

ألا إنه لأمر .. أمرّ من كل أمر .


 


رد مع اقتباس