======== 33 ========
إن القرآن حقيقة ذات كينونة مستمرة كهذا الكون ذاته .
الكون كتاب الله المنظور .
و القرآن كتاب الله المقروء .
و كلاهما شهادة و دليل على صاحبه المبدع ، كما أن كليهما كائن ليعمل ..
و الكون بنواميسه ما زال يتحرك و يؤدي دوره الذي قدره له بارئه .
و القرآن كذلك أدى دوره للبشرية ، وما يزال هو هو و الإنسان ما يزال هو هو كذلك .
و هذا القرآن هو خطاب الله لهذا الإنسان فيمن خاطبهم الله به .
خطاب لا يتغير لأن الإنسان ذاته لم يتبدل خلقاً آخر ..
و القرآن يخاطبه في أصل فطرته و في أصل حقيقته التي لا تبديل فيها و لا تغيير ..
و يملك أن يوجه حياته اليوم و غداً لأنه معد لهذا ، بما أنه خطاب الله الأخير ، وبما أن طبيعته كطبيعة هذا الكون ثابتة متحركة بدون تبديل .
فهو حادي الطريق و هادي السبيل على توالي القرون .
|