و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل .. } الزمر .
إن فطرة الإنسان تبرز عارية حين يمسه الضر ، و يسقط عنها الركام ، و تزول عنها الحجب ، و تتكشف عنها الأوهام ..
فتتجه إلى ربها ، و تنيب إليه وحده ، و هي تدرك أنه لا يكشف الضر غيره ، و تعلم كذب ما تدعي من شركاء أو شفعاء .
======== فأما حين يذهب الضر و يأتي الرخاء ، و يخوله الله نعمة منه ، و يرفع عنه البلاء فإن هذا الإنسان الذي تعرت فطرته عند مس الضر يعود فيضع عليها الركام ..
و ينسى تضرعه و إنابته و توحيده لربه ، ينسى هذا كله و يذهب يجعل لله أندادا .
إما آلهة يعبدها و إما قيما و أشخصا و أوضاعا يجعل لها في نفسه شركة مع الله ..
فإذا هو يعبد شهواته و مطامحه و مطامعه و ميوله و مخاوفه و ماله و أولاده و حكامه و كبرائه كما يعبد الله أو أخلاص عبادة ، و يحبها كما يحب الله أو أشد حبا .
|