عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2019, 10:05 AM   #15
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 27 ========

القرآن كان دائماً في المعركة .

سواء تلك المعركة الناشئة في القلوب بين تصورات الجاهلية و تصورات الإسلام ، و المعركة الناشئة في الجو الخارجي بين الجماعة المسلمة و أعدائها الذين يتربصون بها من كل جانب .

لقد نزّل الله القرآن لينشئ حياة كاملة ، و يحركها ، و يقودها إلى شاطئ الأمان بين الأشواك و العثرات ، و مشقات الطريق ، التي تتناثر فيها الشهوات كما تتناثر فيها العقبات . و الله المستعان .

======== 28 ========

لقد كان القرآن بصدد إنشاء تصور خاص ، و نظام خاص ، و مجتمع خاص ..

كان بصدد إنشاء أمة جديدة في الأرض ، ذات دور خاص في قيادة البشرية ، لتنشئ نموذجاً معيناً من المجتمعات غير مسبوق ، و لتعيش حياة نموذجية خاصة غير مسبوقة و لتقر قواعد هذه الحياة في الأرض و تقود إليها الناس .

إن مادة القرآن التي يعمل فيها هي الإنسان ذاته : تصوره و اعتقاده ، و مشاعره و مفهوماته ، و سلوكه و أعماله ، و روابطه و علاقاته ..

أما العلوم المادية و الإبداع في عالم المادة بشتى وسائله و صنوفه فهي موكولة إلى عقل الإنسان و تجاربه و كشوفه و فروضه و نظرياته .

بما أنها أساس خلافته في الأرض ، و بما أنه مهيأ لها بطبيعة تكوينه .

و القرآن يصحح له فطرته كي لا تنحرف و لا تفسد ..

و يصحح له النظام الذي يعيش فيه كي يسمح له باستخدام طاقته الموهوبة له ..

و يزوده بالتصور العام لطبيعة الكون و ارتباطه بخالقه ، و تناسق تكوينه ن و طبيعة العلاقة بين أجزائه – و هو أي الإنسان أحد أجزائه - .

ثم يدع له أن يعمل في إدراك الجزئيات و الانتفاع بها في خلافته ..

و لا يعطيه تفصيلات لأن معرفة هذه التفصيلات جزء من عمله الذاتي .


 


رد مع اقتباس