إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون .. } المؤمنون .
و من هنا يبدو أثر الإيمان في القلب ، من الحساسية و الإرهاف و التحرج ، و التطلع إلى الكمال ، و حساب العواقب مهما ينهض بالواجبات و التكاليف .
فهؤلاء المؤمنون يشفقون من ربهم خشية و تقوى ، و هم يؤمنون بآياته ، و لا يشركون به .
و هم يأتون من الطاعات ما استطاعوا ، و لكنهم بعد هذا كله : " يؤتون ما أتوا و قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون " لإحساسهم بالتقصير في جانب الله ، بعد أن بذلوا ما في طوقهم و هو في نظرهم قليل .
======== إن قلب المؤمن يستشعر يد الله عليه ، و يحس آلاءه في كل نفس و كل نبضة .
و من ثم يستصغر كل عباداته ، و يستقل كل طاعاته ، إلى جانب آلاء الله و نعمائه .
كذلك هو يستشعر بكل ذرة فيه جلال الله و عظمته ، و يرقب بكل مشاعره يد الله في كل شيء من حوله ..
و من ثم يشعر بالهيبة ، و يشعر بالوجل ، و يشغف أن يلقى الله و هو مقصر في حقه ، لم يوفه حقه عبادة و طاعة و لم يقارب أياديه عليه معرفة و شكرا .
======== و هؤلاء هو الذين يسارعون في الخيرات ، و هم الذين يسبقون لها فينالونها في الطليعة ، بهذه اليقظة ، و بهذا التطلع ، و بهذا العمل ، و بهذه الطاعة .
لا أولئك الذين يعيشون في غمرة و يحسبون لغفلتهم أنهم مقصودون بالنعمة ، مرادون بالخير ، كالصيد الغافل يستدرج إلى مصرعه بالطعم المغري .
و مثل هذا الطير في الناس كثير ، يغمرهم الرخاء ، و تشغلهم النعمة ، و يطغيهم الغنى ، و يلهيهم الغرور ، حتى يلاقوا المصير .
عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : { يا رسول الله " الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة " هو الذي يسرق و يزني و يشرب الخمر و هو يخاف الله عز و جل . قال : لا يا بنت الصديق و لكنه الذي يصلي و يصوم و يتصدق و هو يخاف الله عز و جل }.
|