======== 82 ========
إن هذا القرآن يجعل من مألوفات البشر و حوادثهم المكرورة ، قضايا كونية كبرى يكشف فيها عن النواميس الإلهية في الوجود و ينشئ بها عقيدة ضخمة شاملة و تصورا كاملا لهذا الوجود ..
كما يجعل منها منهجا للنظر و التفكير ، و حياة للأرواح و القلوب ، و يقظة في المشاعر و الحواس .
يقظة لظواهر هذا الوجود التي تطالع الناس صباح مساء و هم غافلون عنها ..
و يقظة لأنفسهم و ما يجري من العجائب و الخوارق فيها .
إن أنفسهم من صنع الله ، وظواهر الكون حولهم من إبداع قدرته
و المعجزة كامنة في كل ما تبدعه يده .
و هذا القرآن قرآنه .
و من ثم يأخذهم إلى هذه المعجزات الكامنة فيهم ، و المبثوثة في الكون حولهم ..
فهم يرونها و لا يحسون حقيقة الإعجاز فيها و هذا لطول ألفتهم بها
و على هذا المنهج يسير ، و هو يعرض عليهم آيات القدرة المبدعة في خلقهم هم أنفسهم .
======== 83 ========
إن هذا القرآن شفاء لما في الصدور بكل معنى من معاني الشفاء
إنه يدب في القلوب فعلا دبيب الشفاء في الجسم المعلول ..
يدب فيها بإيقاعه ذي السلطان الخفي العجيب ..
و يدب فيها بتوجيهاته التي توقظ أجهزة التلقي الفطرية ، فتهتز و تتفتح و تتلقى و تستجيب ..
و يدب فيها بتنظيماته و تشريعاته التي تضمن أقل احتكاك ممكن بين المجموعات البشرية في الحياة اليومية ..
و يدب فيها بإيحاءاته المطمئنة التي تسكب الطمأنينة في القلوب إلى الله ، و إلى العدل في الجزاء ، و إلى غلبة الخير ، و إلى حسن المصير .
|