و من العجيب أنه في البلاد التي تسمى " إسلامية " ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== و من العجيب أنه في البلاد التي تسمى " إسلامية " يروّج بكل وسيلة ظاهرة أو خفية للهروب من الله باسم " العلم " و " العلمية " فيقال :
إن " الغيبية " لا مكان لها في الأنظمة العلمية ..
و من الغيب كل ما يتعلق بالألوهية ..
و من هذا المنفذ الخلفي يحاول الآبقون من الله الهروب .
لا يخشون الله إنما يخشون الناس .
======== و ما تزال دلالة وجود الكون ذاته ، ثم حركته المنتظمة المتسقة المضبوطة تحاصر الهاربين من الله هنا و هناك .
و الفطرة البشرية بجملتها – قلبا و عقلا و حسا و وجدانا – تواجه هذه الدلالة و تستجيب لها .
و ما يزال المنهج القرآني يخاطب الفطرة بجملتها .
يخاطبها من أقصر طريق ، و من أوسع طريق و أعمق طريق .
======== و الذين يرون كل هذا ، ثم لا يتوقعون لقاء الله ، و لا يدركون أن من مقتضيات هذا النظام المحكم أن تكون هناك آخرة ، و أن الدنيا ليست النهاية ، لأن البشرية لم تبلغ فيها كمالها المنشود .
إن الذين لا يتدبرون النظام الكوني الموحي بأن لهذا الكون خالقا مدبرا ، لا يدركون أن الآخرة ضرورة من ضرورات هذا النظام ، يتم فيها تحقيق القسط و العدل ، كما يتم فيها إبلاغ البشرية إلى آفاقها العليا .
و من ثم فهم لا يتوقعون لقاء الله .
و نتيجة هذا القصور يقفون عند الحياة الدنيا ، بما فيها من نقص و هبوط ، و لا يدركون أنها لا تصلح أن تكون نهاية للبشر .
و هم يغادرونها لم يستوفوا كل جزائهم على ما عملوا من خير أو اجترحوا من شر .
" أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون "
و بئس المأوى و بئس المصير .
|