ولا تزر وازرة وزر أخرى ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { ولا تزر وازرة وزر أخرى و إن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء و لو كان ذا قربى } فاطر .
و حقيقة فردية التبعة و الجزاء ذات اثر حاسم في الشعور الأخلاقي ، و في السلوك العملي سواء .
فشعور كل فرد بأنه مجزّي بعمله ، لا يؤاخذ بكسب غيره ، و لا يتخلص هو من كسبه ، عامل قوي في يقظته لمحاسبة نفسه قبل أن تحاسب مع التخلي عن كل أمل خادع في أن ينفعه أحد بشيء أ و أن يحمل عنه أحد شيئا .
كما أنه – في الوقت ذاته - عامل مطمئن ، فلا يقلق الفرد خيفة أن يؤخذ بجريرة الجماعة ، فيطيش و ييئس من جدوى عمله الفردي الطيب ما دام قد أذى واجبه في النصح للجماعة و محاولة ردها عن الضلال بما يملك من وسيلة .
======== إن الله – سبحانه – لا يحاسب الناس جملة بالقائمة ، إنما يحاسبهم فردا فردا ، كل على عمله ، و في حدود واجبه .
و من واجب الفرد أن ينصح وأن يحاول الإصلاح غاية جهده .
فإذا قام بقسطه هذا فلا عليه من السوء في الجماعة التي يعيش فيها ، فإنما هو محاسب على إحسانه .
كذلك لن ينفعه صلاح الجماعة إذا كان هو بذاته غير صالح .
======== كل نفس حاملة حملها .
فلا تحمل نفس حمل أخرى .
و حين تثقل نفس بما تحمل ثم تدعو أقرب الأقرباء ليحمل عنها شيئا ، فلن تجد من يلبي دعاءها .
إنه مشهد القافلة كل من فيها يحمل أثقاله و يمضي في طريقه ، حتى يقف أمام الميزان و الوزّان ..
و هي في وقفتها يبدو على من فيها الجهد و الإعياء و اهتمام كل بحمله و ثقله ، و انشغاله عن البعداء و الأقرباء .
|