الموضوع: النصيحة ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2021, 12:46 PM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي النصيحة ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================


======== كل قول فيه حث على صلاح و نهي عن فساد ، هو قول طيب سديد ، و كلام نافع مفيد ..

و كل ما كان كذلك فهو " نصيحة "

لأن فيه سدا للخلل ، و علاجا للأدواء و العلل ..

كما فيه تنقية للشوائب و درءا للعيوب .



======== فالنصيحة كلمة جامعة ، معناها حيازة الخير للمنصوح .

و قد قيل ليس في كلام العرب لكلمة أجمع للخير في الدارين من النصيحة .

فلا عجب إذا اختصر رسول الله – صلى الله عليه و سلم – الدين في النصيحة فقال : " الدين النصيحة "

ففي هذا الحصر دليل قاطع و برهان ساطع على أن النصيحة تشمل خصال الخير .



======== حق للنصيحة أن تتبوأ هذه المنزلة الرفيعة و المكانة الراقية .

و لم لا ؟ و هي مهمة رسل الله .

يقول الله تعالى على لسان نوح عليه السلام لقومه " أبلغكم رسالات ربي و أنصح لكم "

و على لسان هود عليه السلام " أبلفكم رسالات ربي و أنا لكم ناصح أمين " .



======== إن النصيحة حق من حقوق المؤمن على أخيه ، فإذا طلبها منه ازداد هذا الحق تحقيقا و توكيدا و توثيقا .

يقول الرسول – صلى الله عليه ة سلم - :

" حق المؤمن على المؤمن ست ، و ذكر منها و إذا استنصحك فانصح له "

" إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له "





======== فنصيحة الإنسان لأخيه الإنسان حماية و حفظ و وقاية لأنها قد تنقذ المنصوح من أخطار محدقة ، و كوارث قد تكون محققة .

إن النصيحة حق من الحقوق المتبادلة بين الإنسان و أخيه .

فكل منهما لأخيه ناصح و موجّه .

و النصيحة توجه من الكبير إلى الصغير ، و من الصغير إلى الكبير ، ينصح الأب ولده ، و ينصح الولد أباه .

و على المنصوح أن يستقبل النصيحة بترحاب لا تشوبه مضاضة حيث لا حرج في ذلك .



======== إن نصيحة الإنسان لأخيه الإنسان يجب أن تتسم باللطف و الإحسان و إرشاده إلى ما فيه صلاحه و دفع الأذى و المكروه عنه ما استطاع الناصح إلى ذلك سبيلا .

و يجب أن يقصد من وراء نصيحته الحفظ و الصون و تقديم العون .

و كل ذلك بلين و يسر ، لا عنف فيه و لا عسر .

فإن كانت النصيحة عامة فيجب توخي الحذر في تقديمها بحيث لا يذكر فيه اسم شخص معين ، فإن ذلك من التشهير الذي ضرره أكثر من نفعه بكثير .

و لقد كان من هدي النبي – صلى الله عليه و سلم – إذا أراد نصح إنسان أخطأ لم يزد على قوله : " ما بال أقوام يفعلون كذا و كذا " رغم علمه التام بهؤلاء الأقوام .

و إن كانت النصيحة خاصة فيجب أن تكون في سرية تامة و قد قيل : " من وعظ أخاه سرا فقد نصحه و زانه ، و من نصحه علانية فقد فضحه و شانه "

و قد أحسن الإمام الشافعي إذ قال :

تغمدني بنصحك في انفرادي ... و جنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع ... من التوبيخ لا أرضى استماعه

و إن خالفتني و عصيت قولي ... فلا تجزع إذا لم تعط طاعة


 

التعديل الأخير تم بواسطة ناصح أمين ; 12-04-2021 الساعة 12:47 PM

رد مع اقتباس