عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2022, 10:32 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي و نبلوكم بالشر والخير فتنة ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================


======== { و نبلوكم بالشر والخير فتنة } الأنبياء .

و الابتلاء بالشر مفهوم أمره .

ليتكشف مدى احتمال المبتلى ، و مدى صبره على الضر ، و مدى ثقته في ربه ، و رجائه في رحمته ..

إن الابتلاء بالخير أشد وطأة ، و إن خيل للناس أنه دون الابتلاء بالشر .

___ إن كثيرين يصمدون للابتلاء بالشر و لكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير .

___ كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض و الضعف . و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة و القدرة و يكبحون جماح القوة الهائجة في كيانهم الجامحة في أوصالهم .

___ كثيرون يصبرون على الفقر و الحرمان فلا تتهاوى نفوسهم و لا تذل و لكن القليلين هم الذين يصبرون على الثراء و الوجدان و ما يغريان به من متاع ، و ما يثيرانه من شهوات و أطماع .

___ كثيرون يصبرون على التعذيب و الإيذاء فلا يخيفهم ، و يصبرون على التهديد و الوعيد فلا يرهبهم و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الإغراء بالرغائب و المناصب و المتاع و الثراء .

___ كثيرون يصبرون على الكفاح و الجراح و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الدعة و المراح . ثم لا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال . و بالاسترخاء الذي يقعد الهمم و يذلل الأرواح .



======== إن الابتلاء بالشدة قد يثير الكبرياء ، و يستحث المقاومة و يجند الأعصاب ..

فتكون القوة كلها معبأة لاستقبال الشدة و الصمود لها .

أما الرخاء فيرخي الأعصاب و ينيمها و يفقدها القدرة على اليقظة و المقاومة .



======== لذلك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ، حتى إذا جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء و ذلك شأن البشر ..

إلا من عصم الله فكانوا ممن قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه و سلم - :

" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم . .. و هم قليل .

فاليقظة للنفس في الابتلاء بالخير أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر .

و الصلة بالله في الحالين هي وحدها الضمان .



 


رد مع اقتباس