ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل .. } الفرقان .
و الظل هو ما تلقيه الأجرام من الظلمة الخفيفة حين تحجب أشعة الشمس في النهار .
و هو يتحرك مع حركة الأرض في مواجهة الشمس ، فتتغير أوضاعه و امتداداته و أشكاله ، و الشمس تدل عليه بضوئها و حرارتها ، و تميز مساحته و امتداده و ارتداده .
======== و متابعة خطوات الظل في مده و انقباضه يشيع في النفس نداوة و راحة كما يثير فيها يقظة لطيفة شفيفة ، و هي تتتبع صنع البارئ اللطيف القدير ..
و إن مشهد الظلال و الشمس مائلة للمغيب ، و هي تطول و تطول ، و تمتد و تمتد .
ثم في لحظة . لحظة واحدة ينظر الإنسان فلا يجدها جميعا .
لقد اختفى قرص الشمس و توارت معه الظلال .
أين تراها ذهبت ؟.
لقد قبضتها اليد الخفية التي مدتها ، لقد انطوت كلها في الظل الغامر الطامي . ظل الليل و الظلام .
إنها يد القدرة القوية اللطيفة التي يغفل البشر عن تتبع آثارها في الكون من حولهم و هي تعمل دائبة لا يدركها الكلال .
و لو شاء لجعله ساكنا .
لو كانت الأرض ثابتة لسكن الظل فوقها لا يمتد و لا يقبض
======== إن مشهد الظل الوريف اللطيف ليوحي إلى النفس المجهودة المكدودة بالراحة و السكن و الأمان .
و كأنما هو اليد الآسية الرحيمة تنسم على الروح و البدن ، و تمسح على القرح و الألم ، و تهدهد القلب المتعب المكدود .
======== إن هذا القرآن الذي كان يتنزل على قلب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كان هو البلسم المريح ، و الظل الظليل ، و الروح المحيي في هجير الكفر و الجحود و العصيان .
======== و هدا التوجيه إلى تلك الظاهرة التي نراها كل يوم ، و نمر بها غافلين هو طرف من منهج القرآن في استحياء الكون دائما في ضمائرنا ، و في إحياء شعورنا بالكون من حولنا و في تحريك خوامد إحساسنا التي أفقدها طول الألفة إيقاع المشاهد الكونية العجيبة .
و طرف من ربط العقول و القلوب بهذا الكون الهائل العجيب .
|