عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2019, 10:30 AM   #3
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



= 6 =

نزل هذا القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لينشئ

به أمة، وليقيم به دولة، ولينظم به مجتمعاً، وليربي به ضمائر
وأخلاقاً وعقولاً ..

وليحدد به روابط ذلك المجتمع، فيما بينه، وروابط تلك الدولة مع سائر

الدول، وعلاقات تلك الأمة بشتى الأمم ..

وليربط ذلك كله برباط قوي واحد يجمع متفرقه، ويؤلف أجزاءه، ويشدها

كلها إلى مصدر واحد وإلى سلطان واحد وإلى جهة واحدة ..
وذلك هو الدين.

كما هو في حقيقة عند الله، وكما عرفه المسلمون. أيام أن كانوا مسلمين.

= 7 =

إن هذا القرآن هو معلم هذه الأمة ومرشدها ورائدها وحادي طريقها

على طول الطريق.

وهو يكشف لها عن حال أعدائها معها، وعن جبلتهم وعن تاريخهم

مع هدى الله كله.

ولو ظلت هذه الأمة تستشير قرآنها وتسمع توجيهاته، وتقيم قواعده

وتشريعاته في حياتها ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام.

ولكنها حين نقضت ميثاقها مع ربها، وحين اتخذت القرآن مهجورا – وإن

كانت ما تزال تتخذ منه ترانيم مطربة وتعاويذ ورقي وأدعية –
أصابها ما أصابها.

= 8 =

إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي، إنما جاء منهجاً مطلقاً

خارجاً عن قيود الزمان والمكان.

منهجاً تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي

تنزل فيه هذا القرآن.

وهي اليوم في مثل هذا الموقف تماما، وقد استدار الزمان كهيئته يوم

جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء.

فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين.

والشعور الواضح بحقيقة قدرة الله وقهره.

والمفاصلة الحاسمة مع الباطل وأهله ..

لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة ..

والله خير حافظاً و هو أرحم الراحمين.


 


رد مع اقتباس