======== 136 ========
القرآن .
ذلك الكتاب لا ريب فيه .. هدى للمتقين .
الهدى حقيقته ، و الهدى طبيعته ، و الهدى كيانه ، و الهدى ماهيته ..
و لكن لمن ؟ لمن يكون ذلك القرآن هدى و نورا و دليلا ناصحا ؟
للمتقين .
فالتقوى في القلب هي التي تأهله للانتفاع بهذا القرآن ..
هي التي تفتح مغاليق القلب له فيدخل و يؤدي دوره هناك ..
هي التي تهيء لهذا القلب أن يلتقط و أن يتلقى و أن يستجيب .
لا بد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلب سليم ، بقلب خالص .
ثم أن يجيء إليه بقلب يخشى و يتوقى ، و يحذر أن يكون على ضلالة أو أن تستهويه ضلالة ..
و عندئذ يتفتح القرآن عن أسراره و أنواره ، و يسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه متقيا ، خائفا ، حساسا ، مهيأ للتلقي .
|