عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2018, 11:17 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب و لهو ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .

===================================

======== { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد ... } الحديد .

و الحياة الدنيا حين تقاس بمقاييسها هي و توزن بموازينها تبدو في العين و في الحس أمراً عظيماً هائلاً .

و لكنها حين تقاس بمقاييس الوجود و توزن بميزان الآخرة تبدو شيئاً زهيداً تافهاً .

وهي هنا في هذا التصوير تبدو لعبة أطفال بالقياس إلى ما في الآخرة من جد تنتهي إليه مصائر أهلها بعد لعبة الحياة .



======== لعب .. و لهو .. و زينة .. و تفاخر .. و تكاثر.. هذه هي الحقيقة وراء كل ما يبدو فيها من جد حافل و اهتمام شاغل .

ثم يمضي يضرب لها مثلاً مصوراً على طريقة القرآن المبدعة .. { كمثل غيث أعجب الكفار نباته } .

و الكفار هنا هم الزراع . فالكافر في اللغة هو الزارع ، يكفر أي يحجب الحبة و يغطيها في التراب .

و لكن اختياره هنا فيه تورية و إلماع إلى إعجاب الكفار بالحياة الدنيا .. { ثم يهيج فتراه مصفراً } للحصاد . فهو موقوت الأجل ينتهي عاجلاً ، و يبلغ أجله قريباً .. { ثم يكون حطاماً }.

و ينتهي شريط الحياة كلها بهذه الصورة المتحركة المأخوذة من مشاهدات البشر المألوفة .. ينتهي بمشهد الحطام .



======== فأما الآخرة فلها شأن غير هذا الشأن ، شأن يستحق أن يحسب حسابه و ينظر إليه و يستعد له :

{ و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان }

فهي لا تنتهي في لمحة كما تنتهي الحياة الدنيا و هي لا تنتهي إلى حطام كذلك النبات البالغ أجله ..

إنها حساب و جزاء .. و دوام .. يستحق الاهتمام .

{ و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }

فما لهذا المتاع حقيقة ذاتية ، إنما يستمد قوامه من الغرور الخادع ، كما أنه يلهي و ينسي فينتهي بأهله إلى غرور خادع .

و هي حقيقة حين يتعمق القلب في طلب الحقيقة ، حقيقة لا يقصد بها القرآن العزلة عن حياة الأرض و لا إهمال عمارتها و خلافتها التي ناطها بهذا الكائن البشري .

إنما يقصد بها تصحيح المقاييس الشعورية و القيم النفسية و الاستعلاء على غرور المتاع الزائل و جاذبيته المقيدة بالأرض هذا الاستعلاء الذي يحتاج إليه كل مؤمن بعقيدة ليحقق عقيدته و لو اقتضى تحقيقها أن يضحي بهذه الحياة الدنيا كلها .


 


رد مع اقتباس