يتلو عليهم آياته و يزكيهم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
========{ يتلو عليهم آياته و يزكيهم .. } آل عمران .
لو تأمل الإنسان هذه المنة وحدها لراعته و هزته حتى ما يتمالك أن ينصب قامته أمام الله ، حتى و هو يقف أمامه للشكر و الصلاة .
و لو تأمل أن الله الجليل – سبحانه – يتكرم عليه ، فيخاطبه بكلماته . يخاطبه ليحدثه عن ذاته الجليلة و صفاته ، و ليعرفه بحقيقة الألوهية و خصائصها .
ثم يخاطبه ليحدثه عن شأنه هو – هو الإنسان – هو العبد الصغير الضئيل – و عن حياته ، و عن خوالجه ، و عن حركاته و سكناته .
يخاطبه ليدعوه إلى ما يحييه ، و ليرشده إلى ما يصلح قلبه و حاله ، و يهتف به إلى جنة عرضها السماوات و الأرض .
======== فهل هو إلا الكرم الفائض الذي يجري بهده المنة و هذا التفضل ، و هذا العطاء ؟ .
إن الله الجليل غني عن العالمين .
و إن الإنسان الضئيل لهو الفقير المحووج ..
و لكن الجليل هو الذي يحفل هذا الضئيل ، و يتلمسه بعنايته ، و يتابعه بدعوته ..
و الغني هو الذي يخاطب الفقير و يدعوه و يكرر دعوته .
فيا للكرم ! و يا للمنة ! و يا للفضل و العطاء الذي لا كفاء له من الشكر و الوفاء .
======== و يزكيهم .
يطهرهم و يرفعهم و ينقيهم .
يطهر قلوبهم و تصوراتهم و مشاعرهم ..
و يطهر بيوتهم و أعراضهم و صلاتهم ..
و يطهر حياتهم و مجتمعهم و أنظمتهم ..
يطهرهم من أرجاس الشرك و الوثنية و الخرافة و الأسطورة و من دنس الحياة الجاهلية .
|