سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ، أسماؤنا وأشكالنا
سيطويها النسيان ، فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا ،
و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا ، كل هذا ليس له جدوى
أو نفع بعد مئة عام ،
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي
في طرفة عين ، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال ، كل جيل يودع
الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق
ربع أحلامه ، فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا ،
وزمننا الحقيقي في هذا الكون ، فهو أصغر مما نتصور ،
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت
الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة ،
وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع
الحسنات وخاصة الصدقات الجاريات ، وسيطلق بعضنا
صرخات إستغاثة لا طائل منها كما في قوله تعالى :
( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا
إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُون َ)
وقوله تعالى : ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ
الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ
وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين َ)
وقوله تعالى : ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
طالما لا زال في العمر بقية ، فلنعتبر ونغيّر .