الماضي والحاضر

أستاذنا الفاضل .. الفاروق عمر


أول ما تبادر إلى ذهني عندما قرأت هذا الطرح الذي خطه لنا قلمك المميز

هو أن جميع الأحوال التي تتغير مع تقدم الزمن هي في لوح مكتوب

كتبه علينا الخالق عز وجل ..

فكل شيء منذ خلق الله القلم إلى يوم القيامة فإنه مكتوب في اللوح المحفوظ ,،

لأن الله سبحانه وتعالى أول ما خلق القلم قال له :

( اكتب .. قال : ربي وماذا أكتب ..؟!

قال :

اكتب ما هو كائن، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ..

وكما جاء بإن المراد بالقدر: تقدير الله تعالى للأشياء في القَدَم، وعلمه

سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته

سبحانه لذلك، ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها ..

قال تعالى :

( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ

قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )


كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ما سيحدث بالأزمان القادمة

ووضح ما سيجد فيها من أمور حتى قيام الساعة ..

ومنها :

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( لا تقوم الساعة - وإما قال : من أشراط الساعة - أن يرفع العلم،

ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقل الرجال،

ويكثر النساء حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد ) "صحيح"


وقال صلى الله عليه وسلم :

( يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال .؟!

من حلال أو حرام ) "صحيح"


وفي حديث :

( أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج، فقال :

اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم،

سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم ) "صحيح"


وقال صلى الله عليه وسلم :

( يأتي على الناس زمان يغربلون فيه غربلة يبقى منهم حثالة قد مرجت

عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه, قالوا

يا رسول الله فما المخرج من ذلك ..؟!

قال تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم

وتدعون أمر عامتكم ) "صحيح"


وقال صلى الله عليه وسلم :

( يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر ) "صحيح"


وقال صلى الله عليه وسلم :

( يأتي على الناس زمان يحلقون في مساجدهم وليس همهم إلا الدنيا

وليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم ) "حسن"


وقال صلى الله عليه وسلم :

( إني على الحوض، حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ أناس دوني،

فأقول :

يا رب مني ومن أمتي

فيقال :

هل شعرت ما عملوا بعدك .؟ و الله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ) "صحيح"


وقال صلى الله عليه وسلم :

( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر

الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض ) "صحيح"


وقال صلى الله عليه وسلم :

( لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس ) "رجاله ثقات"


وليس معنى هذا بأن الإنسان مسير له فعل الشر ..

بل أن العبد له مشيئة واختيار، بها يفعل ويترك، ويؤمن ويكفر،

ويطيع ويفجر، وعليها يحاسب ويجازى، مع أن الله سبحانه يعلم

ما يكون عليه، وما سيختاره، وكيف سيكون مصيره، لكن الله لم

يجبره على فعل الشر، بل وضح له الطريق، وأرسل له الرسل, وأنزل

له الكتب، ودله على الصواب، فمن ضل فإنما يضل على نفسه،

ومن هلك فإنما يهلك عليها ..



ونسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ..

وأن يحسن نيتنا ويحسن خاتمتنا ..